[13] السيد شمس الدين، أبو الحسن، أحمد بن الحسين بن المنصور بالله
  ما الرّزق في الكرخ مقيما، ولا ... طوق العلى في جيد بغداد(١)
  وقال إبراهيم الغزي(٢):
  ما لي والمكث في الزوراء تجحف بي ... من ألقح العجز لم يفرح بما نتجا
  قلبي أظن هو المعدي لساكنها ... بنار لوعتها لما اتقى ورجا
  فالبدر محترقان والهجير بها(٣) ... يساعد الهجر فيما يسبك المهجا
  وخالفهم الفكيك لماكره ارتحاله منها فقال:
  لهفي على بغداد من بلدة ... كانت من الأسقام لي جنّه
  كأنني عند فراقي لها ... آدم لما فارق الجنّه
  وقال أبو العلاء(٤) في قصيدته إلى أبي علي التنوخي(٥) وسنوردها إن شاء اللّه تعالى:
  بنت الزمان حبالى من حبالكم ... أعزز عليّ بكون الوصل مبتوتا
  ذم الوليد ولم أذمم جواركم ... فقال ما أنصفت بغداذ حوشيتا
  والحق إن بغداذ حاضرة الدنيا وسواها بالنسبة إليها بادية، ولهذا قال الصاحب لمّا سأله ابن العميد(٦) عنها وقد اجتهد الصاحب في تعظيمه على عادته
(١) ديوان الشريف الرضي ١/ ٢٩٥.
(٢) هو أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن محمد الغزي نسبة إلى غزة هاشم، وبها ولد سنة ٤٤١ هـ دخل دمشق سنة ٤٨١ هـ ثم انتقل إلى بغداد وأقام بالمدرسة النظامية مدة طويلة، ثم رحل إلى خراسان وتنقل في أصفهان وكرمان وفارس وخوزستان، فلاقى شعره رواجا. كانت له صلة مودة بالطغرائي صاحب لأمية العجم. أورد العماد الاصفهاني في خريدة القصر طائفة كبيرة من شعره.
توفي سنة ٥٢٤ ودفن ببلخ. له ديوان شعر اختاره بنفسه.
ترجمته في: خريدة القصر - قسم الشام - ١/ ٣ - ٧٥، وشذرات الذهب ٤/ ٦٧ والنجوم الزاهرة ٥/ ٢٣٦ ووفيات الأعيان ١/ ٤١ والكنى والألقاب ٢/ ٤٦٠، واسمه في المصدرين الأخيرين (إبراهيم بن يحيى بن عثمان)، أنوار الربيع ١ / هـ ١٥١.
(٣) كذا في الأصل.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ١٩.
(٥) ترجمه المؤلف برقم ١٤٥.
(٦) هو الجاحظ الثاني، أبو الفضل محمد بن الحسين، المعروف بابن العميد. فيلسوف منجم كاتب شاعر. كان وزيرا لركن الدولة البويهي، جليل القدر حسن السياسة، خبيرا بتدبير الملك. قال الثعالبي: بدأت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد. قصده جماعة من الشعراء منهم المتنبي =