نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[13] السيد شمس الدين، أبو الحسن، أحمد بن الحسين بن المنصور بالله

صفحة 219 - الجزء 1

  وما أحسن قول أبي تمّام⁣(⁣١) من قصيدة:

  تعجب إن رأى جسمي نحيلا ... كأن المجد يدرك بالصراع

  أخو العزمات من يضحي ويمسي ... أخا سفر إلى حال وساع

  وليست فرحة الأوبات إلّا ... لموقوف على ترح الوداع⁣(⁣٢)

  وفي أمثال العرب: «كلب جوّال خير من أسد رابض»، وقولهم: «من غلى دماغه صائفا غلت قدره شاتيا».

  والأشعار في هذا الباب كثيرة، والاختصار مراد، نعم، ذكرت هنا بيتين رأيت أن أختم بهما الباب. وفي ذهني إنهما لإبراهيم الغزي⁣(⁣٣):

  وقالوا: اضطرب في الأرض فالرزق واسع ... فقلت: ولكن موضع الرزق ضيّق

  إذا لم يكن في الأرض حرّ يعينني ... ولم يك لي كسب فمن أين أرزق؟

  وما أشبه هذين البيتين بحال زماننا هذا، واللّه هو الرزّاق ذو القوّة المتين.

  * * *

  وكان القاضي عبد الوهاب⁣(⁣٤) أديبا عالما فاضلا، وذكره ابن خلكان في تأريخه وأثنى على فضائله، ومما أورد من شعره هذه الأبيات التي هي أشهى من السلاف، ومن الهيف في الأعطاف:

  ونائمة قبّلتها فتنبهت ... وقالت: تعالوا فاطلبوا اللص بالحدّ

  فقلت لها: إني فديتك غاصب ... وما حكموا في غاصب بسوى الردّ

  خذيها وكفّي عن أثيم ظلامة ... وإن أنت لم ترض فألفا على العدّ

  فقالت: قصاص يشهد العقل أنه ... على كبد الجاني ألذ من الشهد

  فباتت يميني وهي هميان خصرها ... وباتت يساري وهي واسطة العقد⁣(⁣٥)

  هذه الأبيات واسطة عقد الشعر.


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) لم أعثر عليها في ديوانه.

(٣) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٤) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٥) وفيات الأعيان ٣/ ٢٢٠.