[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن
  وذكر أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: إن المؤمل بن أميل الكوفي(١) الشاعر لمّا قال:
  شف المؤمّل يوم الخيرة(٢) النظر ... ليت المؤمّل لم يخلق له بصر
  أتاه آت في منامه فأدخل يده في عينيه، وقال: هذا ما تمنّيت فأصبح أعمى(٣).
  قيل: إن الإمام المستنجد باللّه العباسي رأى في منامه قبل أن يلي الخلافة، إن ملكا نزل من السماء فكتب على كفّه ثلاث خاءات فقصّها على بعض المعبّر بن فقال: تتولّى الخلافة سنة خمس وخمسين وخمسمائة فكان كذلك.
  قال القاضي المكين أبو الطاهر إسماعيل بن سلامة، قال لي الحافظ لدين اللّه يوما: يا قاضي أبا الطاهر، قلت: لبيّك يا أمير المؤمنين، قال: أحدثك بحديث عجيب!، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: لما جرى عليّ ما جرى من أبي علي بن الأفضل، بينا أنا في الموضع الذي كنت معتقلا فيه، رأيت كأني قد جلست مجلسا من مجالس القصر أعرفه، وكأن الخلافة قد أعيدت إلي، وكأن المغنّيات دخلن يهنّينني ويغنين بين يدي في جملتهن جاريتي جهة يسان الحافظية فأخذت عودها وأنشأت تغني قول أبي العتاهية(٤):
(١) المؤمل بن أميل بن أسيد المحاربي: شاعر من أهل الكوفة، أدرك العصر الأموي، واشتهر في العصر العباسي، وكان فيه من رجال الجيش، وانقطع إلى المهدي قبل خلافته وبعدها، توفي نحو ١٩٠ هـ، وهو صاحب الأبيات التي أولها:
«إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم فنعتذر!»
عمي في أواخر عمره.
ترجمته في: معجم البلدان ١٩/ ٢٠١ - ٢٠٤، ونكت الهميان ٢٩٩، وسمط اللآلي ٥٢٤، وتاريخ بغداد ١٣: ١٧٧، وخزانة الأدب للبغدادي ٣: ٥٢٣، والمرزباني ٣٨٤، والنويري ٣: ٨٨، والأغاني ٢٢/ ٢٤٧ - ٢٥٤، الاعلام ط ٤/ ٧ / ٣٣٤.
(٢) في الأغاني: «الحيرة».
(٣) الأغاني ٢٢/ ٢٤٧.
(٤) هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم العنزي بالولاء، وقيل عنزي نسبا وولاء، الملقب بأبي العتاهية. ولد بعين التمر سنة ١٣٠ هـ وقيل ١٣١ ونشأ بالكوفة، ثم انتقل إلى بغداد. كان له اتصال بالبلاط العباسي. وكان شاعرا مجيدا مكثرا، وهو أحد الثلاثة المكثرين المجودين - هو والسيد الحميري وبشار - حتى قيل: يكاد يكون كل كلامه شعرا. رماه خصومه وحساده بالفسق والزندقة، وكانت مثل هذه التهم رائجة في زمانه. كل شعره في السنين الأخيرة من حياته في =