[16] السيد شمس الأدب أحمد بن أحمد بن محمد
  ولن أهوى قويم النهد إلّا ... إذا ما كان نهدا أعوجيا(١)
  وما أحسن ما كتب به صاحبنا الشيخ الأديب شعبان بن سليم(٢) إلى القاضي بدر الدين محمد بن الحسن الحيمي - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(٣) - في جملة قصيدة أوّلها:
  أقلت محيّا البدر في غصن القدّ ... ربيبة أنس زانها حمرة الخدّ
  وما كلّ منها الطرف لكن لعلة ... تناعس كي يستلّ سيفا من الغمد
  تصول به فينا فترتاع خيفة ... ولم لا وقد قامت بسيف على نهد
  سبحان مانحة هذه البلاغة، وقاتل اللّه أجفان هذه التي ما كفاها وصف الغزلان حتى قاتلت المحب من لحاظها ونهودها بعدّة الفرسان.
  أذكرني هذا قول ابن نباتة مطلع قصيدة:
  بدا وقامته تهتزّ بالتّيه ... فأي شمس على رمح تحاكيه
  وهذا بالسحر أشبه منه بالشعر.
  وأنشدني السيد أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن الحسن(٤)، للسيد أحمد بن أحمد في عود اسمه السلوان:
  أنت المطاع وعندك ... السلوان عود للسماع
  كم قلت لما أن أتى ... أهلا بسلوان المطاع
  سلوان المطاع: الكتاب المعروف تأليف أبي ظفر المغربي، فهنا تورية مليحة موشّحة.
  ورأيت في بعض المجاميع لبعض الإخوان أنه كتب إلى المؤيد يشكر حاجبه قسوة، وأمينه مانعا، بقوله:
  مولاي طال الانتظار فهل إلى ... تقبيل كفّك في قبول شافع
(١) الغدير ١١/ ٣٤٢ - ٣٤٣. نقلا عن نسمة السحر.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ٨٥.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٤٨.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ١١٥