[16] السيد شمس الأدب أحمد بن أحمد بن محمد
  كيف السبيل ودون بابك قسوة ... قاسي الحجاب ودون ذلك مانع
  هذي الثلاث من الموانع بيننا ... وكما علمت لهن منك مطالع
  ما أحسن قول علي بن الجهم الشامي البغدادي(١) من أبياته المشهورة في الحبس:
  والحبس ما لم تفشه لدنيّة ... تزري فنعم المنزل المتورّد
  لو لم يكن في الحبس إلّا أنه ... لا يستذلّك بالحجاب الأعبد
  بيت يجدد للكريم كرامة ... وتزار فيه ولا تزور وتحمد
  ومن شعر السيد شمس الأدب أحمد المذكور يمدح المؤيد باللّه محمد [بن إسماعيل @](٢):
  في عبرتي لك عن وجدي عبارات ... وفي الكنايات عن وصفي إشارات
  بديع حسنك يا من لا نظير له ... ما فيه للواله المضنى مراعاة
  وطرفه في انسجام من مدامعه ... وقلبه فيه للوجد استعارات
  مستخدما لك لكن ما اكتفيت به ... بئس الجزا منك في الشرط الإساءات
  فليت ليتك تثني الالتفات لكي ... تستدرك الصب منك الالتفاتات
(١) هو أبو الحسن، علي بن الجهم بن بدر بن الجهم، من بني سامة بن لوي بن غالب، وقريش لا تعترف بهذا النسب وتسميهم بني ناجية، وهي امرأة سامة بن لوي. كان شاعرا فصيحا مطبوعا عذب الألفاظ سهل الكلام هجاء خبيث اللسان اختص بالمتوكل العباسي حتى صار من جلسائه.
كان شديد النصب لأمير المؤمنين علي #، وقد هجاه ونال منه في أكثر من مناسبة.
علام هجوت مجتهدا عليا ... بما لفقت من كذب وزور
أما لك في استك الوجعاء شغل ... يكفك عن أذى أهل القبور
وسمعه أبو العيناء يوما يطعن على أمير المؤمنين # فقال له: أنا أدري لم تطعن على علي أمير المؤمنين، فقال له: أتعني قصة بيع أهلي من مصقلة بن هبيرة؟ قال: لا، أنت أوضع من ذلك، ولكن لأنه قتل الفاعل فعل قوم لوط والمفعول به، وأنت أسفلهما. حبسه المتوكل عندما علم أنه يلفق الأكاذيب على ندمائه للايقاع بهم، ونفاه إلى خراسان، ثم عفا عنه وعاد إلى بغداد. خرج إلى الشام غازيا سنة ٢٤٩ هـ فظهر عليه جماعة من بني كلب فقتلوه.
ترجمته في: الأغاني ١٠/ ٢٤٧ - ٢٨٠، مروج الذهب ٤/ ١١١، وفيات الأعيان ٣/ ٣٥٥ - ٣٥٨، تاريخ بغداد ١١/ ٣٦٧، معجم الشعراء / ١٤٠، طبقات ابن المعتز / ٣١٩، سمط اللآلي / ٥٢٦، طبقات الحنابلة ١/ ٢٢٣، الموشح / ٥٢٧، أنوار الربيع ٢ / هـ ١٠٨ - ١٠٩.
(٢) ما بين المعقوفين من نسخة ب.