نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[16] السيد شمس الأدب أحمد بن أحمد بن محمد

صفحة 250 - الجزء 1

  فهو الذي قد غدا في حبه مثلا ... وفوفت نظمه فيك الجناسات

  يطوي وينشر قلبي من تثنيه ... برق له من ثناياك ابتسامات

  ومن خفوق فؤادي بل ورقته ... وناره ثم للبرق اقتباسات

  يا غاية السؤل شرحي للغرام غدا ... مطولا ما له فيه نهايات

  وأنت كشاف ما ألقى وبهجته ... فهل لمصباح وجدي منك مشكاة

  حديث وجدي قديم والمعاهد لي ... فيها الشواهد تملى والمقامات

  أنت الشفاء وما بين الشفاه له ... مناهل عزبت عنها الروايات

  عساك تسمح لي بالوصل منعطفا ... فكم لعطفك يا غصن انعطافات

  بسود عينيك وهي البيض فاتكة ... وما بجفنيك وهي المشرفيات

  صل من بنار الهوى أصليت مهجته ... والماء وصلك والنار الحشاشات

  بيني وبينك في التشبيه تسوية ... لولا اختلاف به تقضي الصبابات⁣(⁣١)

  وهي طويلة، أجاد فيها وبناها على التوجيه بعلم البديع وأسماء الكتب، فأحسن ما شاء.

  وعلى ذكر أبياته السابقة في شكوى الحجّاب فقد حكى أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: إن أبا تمام الطائي مرّ بمخنث يقول: لا خرجت إليك البارحة فاحتجبت عني، فقال له: السماء إذا احتجبت رجي خيرها، فتبيّن في وجه أبي تمام أنه أخذ المعنى، فلم يلبث أن قال في بعض شعره:

  ليس الحجاب بمقض عنك لي أملا ... إنّ السماء ترجّى حين تحتجب⁣(⁣٢)

  ووقف بعض الشعراء على باب الأمير عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر⁣(⁣٣) فلم يره، فكتب إليه:


(١) نشر العرف ١/ ٧٦ - ٧٧، كاملة في نفحة الريحانة ٣/ ٦٠٣ - ٦٠٤.

(٢) الأغاني ١٦/ ٤٢٨.

(٣) عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر بن الحسين الخزاعي، أبو أحمد، وقد يعرف بابن طاهر: أمير، من الأدباء الشعراء. انتهت إليه رياسة أسرته. ولي شرطة بغداد. ومولده سنة ٢٢٣ هـ ووفاته فيها سنة ٣٠٠ هـ. وكان مهيبا، رفيع المنزلة عند المعتضد العباسي، له براعة في الهندسة والموسيقى، حسن الترسل. وله تصانيف، منها «الإشارة» في أخبار الشعراء، و «السياسة الملوكية» و «البراعة والفصاحة» و «مراسلات» مع ابن المعتز، جمعها في كتاب. =