نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[17] الخليفة الناصر لدين الله، أبو العباس

صفحة 255 - الجزء 1

  فأجابه الإمام الناصر بقوله:

  وافى كتابك يا ابن يوسف معلنا ... بالحق يخبر أن أصلك طاهر

  غصبوا عليّا حقّه إذ لم يكن ... بعد النبي له بيثرب ناصر

  فأبشر فإن غدا عليه حسابهم ... وابشر⁣(⁣١) فناصرك الإمام الناصر⁣(⁣٢)

  ما أحسن مواقع التورية في شعر الأفضل بأبي بكر وعثمان وعلي.

  وذكر الشيخ صلاح الدين الصفدي: إن أبا يوسف يعقوب بن صابر المنجنيقي البغدادي⁣(⁣٣) الشاعر المشهور كتب إلى الإمام الناصر المذكور يعرّض بالوزير القمّي أحد وزرائه، وكان يقال إنه شريف علوي:

  خليليّ قولا للخليفة أحمد ... توّق وقيت الشر ما أنت صانع

  وزيرك هذا بين أمرين فيهما ... صنيعك يا خير البرية ضايع

  فإن كان حقّا من سلالة أحمد ... فهذا وزير في الخلافة طامع

  وإن كان فيما يدّعي غير صادق ... فاضيع ما كانت لديه الصنايع

  فلما وقف عليها الناصر كان سبب تغيّره عليه، وأمره فخرج إليه مملوكان مسرعين فهجما على الوزير في داره وضرباه بدواته على رأسه وحملاه إلى المطبق، وكتب إلى الخليفة:

  ألقني في لظى فأن أحرقتني ... فتيقّن أن لست بالياقوت

  صنع النسيج كل من حاك لكن ... ليس داود فيه كالعنكبوت⁣(⁣٤)


(١) في هامش الأصل: «واصبر».

(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٤٢٠ - ٤٢١.

(٣) هو أبو يوسف (نجم الدين) يعقوب بن صابر بن بركات الحراني المنجنيقي. ولد ببغداد سنة ٥٥٤ هـ. كان شيخا هشا فكها، شريف النفس متواضعا، وكان شاعرا مجيدا ذا معان مبتكرة، له منزلة رفيعة عند الإمام الناصر لدين اللّه العباسي. برع في صناعة المنجنيقات والفنون الحربية، لأنه كان في بداية أمره جنديا. توفي سنة ٦٢٥ هـ، ودفن بباب المشهد - في الكاظمية - من آثاره:

كتاب عمدة السالك في سياسة الممالك ضمنه أحوال الحروب، وتعبية الجيش، وبناء المعاقل، وأحوال الفروسية والهندسة، والرياضة، وبناء القلاع، والحيل الحربية، وصنوف الخيل وغير ذلك. وله ديوان شعر سماه مغاني المعاني.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٦/ ٣٥، هدية العارفين ٢/ ٥٤٥، شذرات الذهب ٥/ ١٢٠، كشف الظنون ١١٦٧، وإيضاح المكنون ٢/ ٥١٩، أنوار الربيع ١ / هـ ١٧.

(٤) وفيات الأعيان ٧/ ٤١.