نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[19] أبو العلاء، أحمد بن عبد الله بن سليمان

صفحة 271 - الجزء 1

  بالتعطيل وتعمل تلامذته وغيرهم على لسانه الأشعار يضمنونها أقاويل الملحد، قصدا لإتلاف نفسه، وفي ذلك يقول:

  حاول أهواني قوم فما ... واجهتهم إلّا بأهوان

  لو استطاعوا لوشوا بي إلى ... المرّيخ لاشهب كيوان⁣(⁣١)

  وله قصة غريبة دلّت على تمكّنه من أسرار الكواكب وعلم الفلك، وقد وعدت بإيرادها وهي ما حكاه الأمام أبو حامد الغزالي في كتابه: «سر العالمين وكشف ما في الدارين».

  وحكاه أيضا ابن أبي أصبيعة⁣(⁣٢) في كتابه «الأنباء في تأريخ الأطبّاء»: إن وزير محمود بن صالح الكلابي صاحب حلب.

  وذكر الغزالي: إن القصّة وقعت لمرسل السلطان محمود بن سبكتكين والظاهر إن كلام ابن أبي أصيبعة⁣(⁣٣) أصح لأن المعرّة من عمل حلب وشي إليه أن المعرّي زنديق لا يرى إفساد الصور، ويزعم أن الرسالة تحصل بصفة العقل، فبعث محمودا على طلبه وأرسل خمسين فارسا ليحملوه إليه، فلما وصلوا إليه نزلهم بدار الضيافة وأكرمهم، فدخل عليه عمّه مسلم بن سليمان وقال: يا بن أخي قد نزلت بنا هذه الحادثة، الملك محمود يطلبك، فإن منعناك عجزنا، وإن سلّمناك كان عارا علينا عند ذوي الذمام، فقال: هوّن عليك يا عم، فلا بأس علينا ولا سلطان، ثم قام فاغتسل وصلّى نصف الليل، ثم قال لغلامه: انظر إلى المرّيخ أين هو؟، قال: هو في كذا وكذا، قال: زنه واضرب تحته وتدا، واجعل في رجلي خيطا إربطه إلى الوتد، فسمعناه يقول: يا قديم الأزل، يا علّة العلل، يا صانع المخلوقات، وموجد الموجودات، أنا في عزّك الذي لا يرام، وكنفك الذي لا يضام، الضيوف الضيوف، الوزير الوزير، ثم ذكر كلمات لا نفهم، وإذا بهدّة عظيمة، فسألنا عنها فقيل الدار وقعت على الضيوف، فقتلت الخمسين، وعند طلوع الشمس وقعت بطاقة من حلب على جناح طائر: لا تزعجوا الشيخ فقد وقع الحمام على الوزير.


(١) الوافي بالوفيات - ط المستشرقين ٧/ ١٠٠.

(٢) عيون الأنباء في طبقات الأطباء.

(٣) في الأصل: «ابن أبي صبغة» وما أثبتنا من المراجع الأخرى.