نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[19] أبو العلاء، أحمد بن عبد الله بن سليمان

صفحة 272 - الجزء 1

  قلت: وهو الأنسب بحال المريخ.

  قال يوسف بن علي: فلما شاهدت ذلك دخلت عليه فقال: من أنت؟

  قلت: أنا ولدك فقال: زعموا إني زنديق، ثم قال اكتب، فأملى:

  باتوا وحتفي أمانيهم مصورة ... وبتّ لم يخطروا منّي على بال

  وفوّقوا لي سهاما من سهامهم ... فأصبحوا وقّعا عنّي بأميال

  فما ظنونك إذ جندي ملائكة ... وجندهم بين طوّاف وبقّال

  لا آكل الحيوان الدّهر مأثرة ... أخاف من سوء أقوالي وأفعالي

  وأعبد اللّه لا أرجو مثوبته ... لكن تعبّد إكرام وإجلال

  أصون ديني عن جعل أؤمّله ... إذا تعبّد أقوام بأجعال⁣(⁣١)

  ومن شعره المطلق في الغزل:

  يا ظبية عقلتني⁣(⁣٢) في تصيّدها ... أشراكها وهي لم تعلق بأشراكي

  رعيت قلبي وما راعيت حرمته ... فلم رعيت⁣(⁣٣) ولا راعيت⁣(⁣٤) مرعاك

  أتحرقين فؤادا قد حللت به ... بنار حبّك عمدا وهو مأواك

  سكنته حيث لم يعلق به بشر ... وليس يحسن أن تسخي بسكناك⁣(⁣٥)

  وجاء لي في معنى البيتين الأخيرين من قصيدة:

  حللت بقلبي ثم أرسلت عبرتي ... وما صنت بيتا أنت فيه عن الهجر

  ومن الزاماته للجهمية وأهل الكسب، ودلّ على استقامة مذهبه:

  زعم الجهول ومن يقول بقوله ... إن المعاصي من قضاء الخالق

  إن كان حقّا ما زعمت فلم قضى ... حدّ الزنا وقطع كفّ السارق؟

  ومن إلزاماته للنصارى:

  عجبا للمسيح بين النصارى، ... وإلى أيّ والد نسبوه


(١) الوافي بالوفيات ٧/ ١٠٩.

(٢) أي صادتني أشراكها، والإشراك جمع شرك وهي حبالة الصائد.

(٣) من الرعي.

(٤) من المراعاة، أي عبثت بقلبي عبث الراعي. ولم تراعى حرمته.

(٥) معجم الأدباء ٣/ ١٦٧، الوافي بالوفيات ٧/ ١٠٤.