[20] القاضي الرشيد، أبو الحسين، أحمد بن
  أشعار بني الحشحاش قمن له ... يوم الفخار مقام الأصل والورق
  إن كنت عبدا فنفسي حرّة كرما ... أو أسود الخلق إنّي أبيض الخلق(١)
  وللّه درّه، فلقد أجاد وهزّ عطف السواد.
  وبنو الحشحاش(٢): بطن من أسد بن خزيمة.
  قال أبو الفرج الأصبهاني: وكان إذا أنشد الشعر واستحسنه أو استحسنه منه غيره يقول: اهشنت واللّه، يريد أحسنت، وأدرك النبي ÷، ويقال أنه تمثّل بكلمة من شعره غير موزونة وهي: «كفى الإسلام والشيب للمرء ناهيا» وأصله بتقديم الشيب، فقال له بعض أصحابه: إنّما قال الشاعر: كفى للشيب والإسلام» فجعل لا يطيقه، فقال أبو بكر: صدق واللّه، «وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له»(٣).
  ومن شعره:
  وما ضرّ أثوابي سوادي وإنّني ... لكالمسك لا يضجر عن المسك ناشقه
  كسيت قميصا ذا سواد وتحته ... قميص من الإحسان بيض بنائقه(٤)
  ما أحسن قول أبي علي الحسن(٥) بن رشيق القيرواني(٦) في سوداء:
  دعا بك الحسن فاستجيبي ... يا مسك في صبغة وطيب
  تيهي على البيض واستطيلي ... تيه شباب على مشيب
  ولا يرعك إسوداد لون ... كمقلة الشادن الربيب
(١) الأغاني ٢٢/ ٣٠٦.
(٢) في الأغاني وغيره: «الحسحاس».
(٣) سورة يس: الآية ٦٩. الأغاني ٢٢/ ٣٠٥ - ٣٠٦.
(٤) البنائق: جمع بنيقة وهي الزيق يخاط في جيب القميص، تثبت فيه الأزرار.
(٥) في الأصل: «أبي الحسن علي» وما أثبتنا من المراجع الأخرى.
(٦) هو أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني. شاعر نحوي أديب مؤرخ لغوي عروضي ولد بالمهدية وقيل بالمسيلة سنة ٣٧٠ وقيل ٣٩٠ هـ. رحل إلى القيروان، ثم سكن مازر في صقلية وتوفي بها سنة ٤٥٦ وقيل ٤٥٠ هـ وقيل عاد إلى القيروان وتوفي هناك سنة ٤٦٣. من آثاره الكثيرة: العمدة، والشذوذ في اللغة، وقراضة الذهب في نقد أشعار العرب.
ترجمته في:
وفيات الأعيان ١/ ٣٦٦، معجم الأدباء ٨/ ١١٠، وبغية الوعاة ١/ ٥٠٤، إنباه الرواة ١/ ٢٩٨، المكتبة الصقلية / ٦٤٤، شذرات الذهب ٣/ ٢٩٧، أنوار الربيع ١ / هـ ١٩٩.