[20] القاضي الرشيد، أبو الحسين، أحمد بن
  فإنّما النور عن سواد ... في أعين الناس والقلوب
  والبيت الأخير مثل قول أبي الفتوح بن قلاقس(١):
  ربّ سوداء وهي بيضاء معنى ... نافس المسك عندها الكافور
  مثل حبّ العيون يحسبه النا ... س سوادا وإنما هو نور
  وبديع قول ابن التعاويذي(٢) من قصيدة مدح بها الإمام الناصر:
  يا نهار المشيب من لي وهي ... هات بليل الشبيبة الديماس
  ورأى الغانيات شيبي فأعرض ... ن وقلن السواد خير لباس
  كيف لا يفخر السواد وقد أض ... حي شعارا على بني العباس
  ولما ورد القاضي الرشيد إلى اليمن اجتمع بعليّان بن أسعد أحد مطرفية الزيدية وكان معه جماعة من علماء الزيدية وهم لا يتمكنون في المناظرة إلّا بقولهم قال الهادي، ففضحهم الرشيد، وكان الرشيد محققا لعلوم الأوائل كما هو عادتهم، وقال فيه محمد بن حاتم(٣) أخو السلطان حاتم بن أحمد(٤):
(١) هو أبو الفتوح نصر (أو نصر اللّه) بن عبد اللّه الملقب بالقاضي الأغر والمعروف بابن قلاقس.
ولد بالإسكندرية سنة ٥٣٢ هـ. كان شاعرا مجيدا. رحل إلى اليمن فأصاب ثروة، ولكنه فقدها عند عودته حيث انكسر به المركب، وغرق جميع ما كان معه من أموال فعاد إلى اليمن صفر الكفين.
توفي في عيذاب الواقعة على شاطئ البحر الأحمر بالقرب من جدة، سنة ٥٦٧. من آثاره: الزهر الباسم في أوصاف القاسم، وديوان شعره المطبوع بمصر سنة ١٣٢٣ هـ.
ترجمته في
وفيات الأعيان ٥/ ٢١، معجم الأدباء ١٩/ ٢٢٦، شذرات الذهب ٤/ ٢٢٤، تأريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٣/ ١٤، أنوار الربيع ١ / هـ ٨٨ - ٨٩.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٦٥.
(٣) محمد بن حاتم اليامي اليماني الهمداني، الأمير بدر الدين: مؤرخ. له كتاب «السمط الغالي الثمن، في أخبار الملوك من الغزّ باليمن - ط» في سيرة عشرة من الملوك، أولهم الملك المعظم توران بن أيوب، وآخرهم الملك الأشرف عمر بن المظفر يوسف، وما وقع من الحوادث في أيامهم، توفي بعد سنة ٧٠٢ هـ.
ترجمته في:
دار الكتب ٥: ٢٢٠ و Brock. I: ٣٩٤ (٣٢٣) ومجلة معهد المخطوطات ١٠: ١٣٩ ويقرأ البحث كله، الاعلام ط ٤/ ٦ / ٧٥.
(٤) مرّت ترجمته في هامش سابق.