نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[26] الفقيه، أحمد بن محمد الحجازي الأصل،

صفحة 322 - الجزء 1

  فقال المأمون: خفّض صوتك لا تسمع عريب فتظن إننا في حديثها وتغضب، فأمسكت عمّا همت به وخار اللّه لي⁣(⁣١).

  وقال صاحب الأغاني: كانت عريب مغنيّة محسنة، وشاعرة صالحة الشعر، مليحة الخط، وفي نهاية من الحسن والظرف⁣(⁣٢)، وقيل إنها صنعت ألف صوت، وقيل إنها بنت جعفر بن يحيى البرمكي فإن البرامكة لما انتهبوا سرقت وهي صغيرة وكانت أمها يتيمة لأم عبد اللّه بن يحيى بن خالد، وكان جعفر يهواها، وأسكنها ناحية مرداده، فولدت له عريب، وكانت هي تذكر نسبها هذا⁣(⁣٣).

  وقال ابن المدبّر⁣(⁣٤): خرجت مع المأمون إلى بلاد الروم، فلما خرجنا من الرقّة فإذا عريب في موكب عظيم من النساء في العماريات⁣(⁣٥) على الحمارات، فقال بعض أصحابنا من يراهنّي على أن أمرّ بجانب هذه العماريات وأنشد قول محمد بن عبد اللّه المراكبي في عريب:

  قاتل اللّه عريبا ... صنعت صنعا عجيبا

  وهي أبيات طويلة قالها فيها، وقد هربت من مولاها إلى حاتم بن عدي أحد قوّاد خراسان، وتسوّرت داره بالليل على سلّم من عقب.

  قال: فراهنّاه فسار حتى وقف بجانب عمّاريتها ولا يعلم إنها فيها، فأنشد الأبيات، فأخرجت رأسها من الهودج وقالت: يا فتى نسيت أجود الشعر وأطيبه:


(١) الأغاني ٢١/ ٩٣ - ٩٤.

(٢) الأغاني ٢١/ ٦١.

(٣) الخبر في الأغاني ٢١/ ٦٨.

(٤) إبراهيم بن محمد بن عبيد اللّه بن المدبر، أبو إسحاق: وزير، من الكتّاب المترسلين الشعراء. من أهل بغداد. تولى ولايات جليلة. واستوزره المعتمد العباسي لما خرج من سامراء يريد مصر سنة ٢٦٩ هـ. وتوفي ببغداد سنة ٢٧٩ هـ متقلدا ديوان الضياع للمعتضد.

ترجمته في:

الأغاني ٢٢/ ١٦٠ - ١٨٨، معجم الأدباء ١: ٢٢٦ - ٣٣٢، والولاة والقضاة ٢١٤، والطبري ١١: ٣٤١، وابن الأثير ٧: ٦١ و ٧٨ و ٨٠ وآخر حوادث سنة ٢٧٩، والجهيشاوي ١٠٢، وسيرة أحمد بن طولون ٢٩٠ و ٢٩٢ وهو أخو «أحمد» ابن المدبر الوارد ذكره في خطط المقريزي ١:

٣١٤، والنجوم الزاهرة ٣: ٤٣ الإعلام ط ٤/ ١ / ٦٠.

(٥) العماريات: الهوادج.