نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[26] الفقيه، أحمد بن محمد الحجازي الأصل،

صفحة 324 - الجزء 1

  قال: وكانت تتعشّق صالحا المنذري الخادم، فوجهه المتوكل إلى مكان بعيد، فقالت فيه:

  أمّا الحبيب فقد مضى ... بالرغم منّي لا الرّضا

  أخطأت في تركي لمن ... لم ألق منه عوضا

  وغنّته يوما بين يدي المتوكل فجعل جواريه يتغامزن ففطنت، فقالت: يا سحّاقات⁣(⁣١)، هذا خير من عملكن⁣(⁣٢).

  ولها:

  ويلي عليك ومنكا ... أوقعت في القلب شكّا

  زعمت أنّي خؤون ... جورا عليّ وإفكا⁣(⁣٣)

  إن كان ما قلت حقّا ... أو كنت أزمعت تركا

  فأبدل اللّه ما بي ... من ذلّة الحبّ نسكا⁣(⁣٤)

  قلت: شرط المحب الذل للمحبوب، ولذا قال أبو عبد اللّه بن الأحمر سلطان المغرب:

  أيا ربّة القرط التي حسبت هتكي ... على أيّ حال كان لا بد لي منك

  فأما بذلّ فهو أليق بالهوى ... وأمّا بعزّ وهو أليق بالملك

  * * *

  عدنا إلى أخبار الينبعي، وله على قافية قصيدة ابن قاضي ميله⁣(⁣٥) المشهورة ووزنها:


(١) السحّاقات: اللواتي يمارسن السحاق وهو مداعبة المرأة للمرأة.

(٢) الأغاني ٢١/ ٨٢.

(٣) الأفك: الكذب والضلال.

(٤) الأغاني ٢١/ ٨٠.

(٥) أبو محمد عبد اللّه بن محمد التنوخي، ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان ٥/ ٢٠٧ استطرادا أثناء ترجمة يحيى بن أكثم فقال (وإذ قد ذكرنا ثقة الدولة - يوسف بن عبد اللّه القضاعي أمير صقلية) فنذكر قصيدة أبي محمد عبد اللّه بن محمد التنوخي المعروف بابن قاضي ميلة ثم أورد (٦١) بيتا من القصيدة. وعنه نقل الخبر والقصيدة بكاملها صاحب كتاب المكتبة الصقلية / ٦٣٤. ولم أجد فيما لدي من المصادر من ترجم لهذا الشاعر. أما ممدوحه فقد اعتزل الحكم سنة ٣٨٨ هـ على أثر إصابته بالفالج، وتاب عنه ولده علي. أنوار الربيع ٢ / هـ ٣٠٨ - ٣٠٩.