نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[27] السيد أبو علي، أحمد بن محمد بن معصوم

صفحة 329 - الجزء 1

  ولعمري لقد أحسن الجوهري.

  وما يعجبني في هذا الباب أحسن من قول امرئ القيس في لاميته المشهورة:

  وما ذرفت عيناك إلّا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتّل

  فهذا مما يأخذ بمجامع القلوب.

  ويعجبني قول الأمير أسامة بن منقذ⁣(⁣١) في غلام مرّ به كان يهواه:

  أسطو عليه وقلبي لو تمكن من ... كفيّ غلّهما غيظا إلى عنقي

  وأستعير إذا عاتبته حنقا ... وأين ذلّ الهوى من عزّة الحنق

  وما أحلى قول أبي عبد اللّه محمد بن غالب الرفاء⁣(⁣٢) الأندلسي في غلام يبل عينيه من ريقه ويوهم أنه يبكي:

  عذيري من جذلان يبكي تصابيا ... وأعينه مما يحاوله صفر

  يبلّ مآقي مقلتيه بريقه ... ويحكي البكا عمدا كما ابتسم الزهر

  قلت: أمّا من ضرب المحبوب فربّما تقام له الحجة، ويجوز العذر على أنه مسيء.


(١) هو أبو المظفر الأمير أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ. وآل منقذ ملوك شيزر بأطراف حماة، ما فيهم إلا الفارس الشجاع، والجواد الشهم، والشاعر الأديب. كان المترجم له من أبرز أهل بيته فضلا وعلما وشجاعة. قاد عدة حملات ضد الصليبيين في فلسطين. كانت له مكتبة تربو على أربعة آلاف كتاب، وداره معقلا للفضلاء. ولد سنة ٤٨٨ هـ بقلعة شيزر، وتوفي بدمشق ٥٨٤ هـ. من آثاره: البديع في نقد الشعر ولباب الآداب الفه وهو ابن (٩١) سنة، والاعتبار في سيرته الفه وهو ابن (٩٠) سنة، وديوان شعره.

ترجمته في: البداية والنهاية ١٢/ ٣٣١، أعيان الشيعة ١١/ ٥، وفيات الأعيان ١/ ١٩٥ - ١٩٩، النجوم الزاهرة ٦/ ١٠٧، شذرات الذهب ٤/ ٢٧٩، خريدة القصر - قسم الشام - ١/ ٤٩٨، معجم الأدباء ٥/ ١٨٨، الذريعة ٩/ ٧٠ وفيه: توفي سنة ٥٤٨ وهو خطأ مطبعي، دائرة المعارف الإسلامية ٢/ ٧٩، أنوار الربيع ٦ / هـ ٤٥.

(٢) هكذا في الأصل، وفي أنوار الربيع، هو أبو عبد اللّه محمد بن الفراء المقرئ الضرير الأندلسي، من فضلاء المائة السابعة للهجرة. كان إماما في النحو واللغة في زمانه، وكان شاعرا مجيدا، فيه فطنة ولوذعية وذكاء خارق. حكي أن قاضي المرية قبل شهادته في سطل ميزه في حمام باللمس.

ترجمته في: نفح الطيب ٤/ ٣٥٢ و ٣٥٣ و ٣٥٦ و ٣٥٧، أنوار الربيع ٢ / هـ ٢٦٩.