نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[28] السيد أبو محمد، إسحاق بن المهدي أحمد بن

صفحة 334 - الجزء 1

  أقول وقد ناحت بقربي حمامة ... أيا جارتا هل بات حالك حالي

  معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى ... ولا خطرت منك الهموم ببالي

  أتحمل محزون الفؤاد قوادم ... على غصن نائي المسافة عالي

  أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا ... تعالي أقاسمك الهموم تعالي

  تعالي تري روحا لديّ ضعيفة ... تردّد في جسم يعذّب بالي

  أيضحك مأسور وتبكي طليقة ... ويسكت محزون ويندب سالي

  فقد صرت أولى منك بالدمع مقلة ... ولكنّ دمعي في الحوادث غالي⁣(⁣١)

  للّه درّ هذا الأمير الجليل فإنه ما ترك الحمامة ولا في مثل هذا الحال، وهذا الشعر العذب.

  ولأبي العميثل⁣(⁣٢) شعر قاله وقد ساير الأمير عبد اللّه بن طاهر⁣(⁣٣) معادلا له


(١) وفيات الأعيان ٢/ ٦٣ - ٦٤.

(٢) هو أبو العميثل عبد اللّه بن خليد بن سعد مولى جعفر بن سليمان ابن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب. أصله من الري ونشأ بالبادية. كان إعرابيا فصيحا، يفخم الكلام ويعربه، وكان شاعرا مجيدا قوي العارضة سريع البديهة. استخدمه طاهر بن الحسين الخزاعي كاتبا ومؤدبا لولده عبد اللّه ومن بعده أصبح كاتب عبد اللّه وشاعره. دخل يوما على عبد اللّه بن طاهر وقبل يده، فقال عبد اللّه مازحا: لقد خدشت يدي بخشونة شاربك، فقال له مسرعا: إن شوك القنفذ لا يؤثر في برثن الأسد، فأعجبه الجواب وأمر له بجائزة سنية. توفي سنة ٢٤٠ هـ. من آثاره: كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه، وكتاب الأبيات السائرة، وكتاب معاني الشعر.

ترجمته في: فهرست ابن النديم / ٧٨، وفيات الأعيان ٣/ ٨٩ - ٩١ العارفين ١/ ٤٤٠ وفيه أنه توفي سنة ٢٤٦، سمط اللآلي / ٣٠٨ وفيه اسمه عبد اللّه بن خالد، وقال الصولي اسمه خويلد بن خالد، أنوار الربيع ٢ / هـ ٣١٤.

(٣) هو أبو العباس عبد اللّه بن طاهر الخزاعي بالولاء. وذو اليمينين لقب أبيه طاهر، والسبب في ذلك - على ما قيل - أنه ضرب بيساره شخصا في واقعته مع علي بن ماهان، فقده نصفين، فقال فيه بعض الشعراء: (كلتا يديك يمين حين تضربه). فلقبه المأمون بذي اليمينين. وقيل غير ذلك.

ولد سنة ١٨٢ هـ في بيت عز وإمارة فدرس وتثقف على جماعة من العلماء منهم المأمون، فجمع عز العلم إلى أبهة الملك. مع خلق سام ونفس سمحة. كان من الشعراء المجيدين والكتّاب المترسلين. وكان موضع ثقة المأمون وقد ولاه الشام، ثم مصر ثم خراسان وما والاها. توفي بنيسابور وقيل بمرو سنة ٢٣٩ هـ.

ترجمته في: الأغاني ١٢/ ١٢١ - ١٤٩، والنجوم الزاهرة ٢/ ١٩١، وفيات الأعيان ٣/ ٨٣ - ٨٩، والولاة وكتّاب القضاة / ١٨٠، والمحبّر / ٣٧٦، والديارات للشابشتي / ١٣٢، والقاموس الإسلامي ٢/ ٤٥٢، أنوار الربيع ١ / هـ ١٥١.