نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[28] السيد أبو محمد، إسحاق بن المهدي أحمد بن

صفحة 336 - الجزء 1

  وقسيمي في الشوق ذات جناح ... ظاهر حزنها وباد جواها

  فارقت من تحبّ مثلي ولكن ... ما هواي المصون مثل هواها

  فعيوني على الدّوام دوام ... وهي لم تبك مرّة عيناها

  وكتمت الهوى عن الناس طرّا ... وهي باحت به لمن في حماها

  وهجرت الرّياض وهي ثوتها ... ورقت من غصونها أعلاها

  فاجتمعنا في صورة من بعيد ... وافترقنا من بعد فيما عداها⁣(⁣١)

  وإذا قرأ الإنسان قول المحيّي بن قرناص⁣(⁣٢):

  نسب الناس للحمامة حزنا ... وأراها في الحزن ليست هنالك

  خضبت كفّها وطوّقت الجي ... د وغنّت وما الحزين كذلك؟

  علم أنه وغيره مستمد من بحر أبي العميثل.

  وقلت من قصيدة كالمنتصر للحمامة:

  ونشر نسيم ذكّر الورق شجوها ... لذلك تشدو في الشجون وتسجع

  وقد أكثر العشّاق في الورق خطبهم ... وما احترموها وهي بالطوق تصدع

  ولكنني أرضى المطوّق مسعدا ... على حبّ ربّات الحجال وأقنع

  ومنها صفيق الريش والنوح في الدجى ... ومن مقلتي والقلب نار وأدمع

  وكل له قصد ولكنّما الهوى ... يؤلف أشتات الأمور ويجمع

  ولم يعلم أن أحدا من الكرام ودّا الحمامة دية الحرّ ألف دينار إلّا المهلب ابن أبي صفرة الأزدي⁣(⁣٣)، فأن أبا الفرج الأصبهاني ذكر في ترجمة زياد


= ترجمته في: ريحانة الألبا ٢/ ١٢٢، الكواكب السائرة ٣/ ٩٢، شذرات الذهب ٨/ ٢٧٢ وفيه أنه توفي سنة ٩٤٨ تقريبا، أنوار الربيع ٥ / هـ ١١٠.

(١) كاملة في ريحانة الألبا ٢/ ١٢٢ - ١٢٣.

(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٣) المهلب بن أبي صفرة ظالم بن سراق الأزدي العتكي، أبو سعيد: أمير، بطاش، جواد، قال فيه عبد اللّه بن الزبير: هذا سيد أهل العراق. ولد في دبا سنة ٧ هـ، ونشأ بالبصرة، وقدم المدينة مع أبيه في أيام عمر. وولي إمارة البصرة لمصعب بن الزبير. وفقئت عينه بسمرقند. وانتدب لقتال الأزارقة، وكانوا قد غلبوا على البلاد، وشرط له أن كل بلد يجليهم عنه يكون له التصرف في خراجه تلك السنة، فأقام يحاربهم تسعة عشر عاما لقي فيها منهم الأهوال. وأخيرا تم له الظفر بهم، فقتل كثيرين وشرد بقيتهم في البلاد. ثم ولاه عبد الملك بن مروان ولاية خراسان، فقدمها =