نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[30] السيد الأمير أبو الحسن، إسماعيل بن أبي

صفحة 363 - الجزء 1

  قيل كان عباد بن زياد بن أبيه⁣(⁣١) كبير اللحية جدّا، وكان أخوه عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه ولّاه بلاد فارس، وصحبه يزيد بن مفرغ الحميري الشاعر المشهور⁣(⁣٢)، فركب عبّاد يوما واتفق أن عصفت الريح فدخلت في لحية عبّاد فانتفشت، فضحك ابن مفرغ وقال، وكانت السنة مجدبة:

  ألا ليت اللحى كانت حشيشا ... فنعلفها خيول المسلمينا

  فكان سبب غضب عبّاد عليه حتى حبسه، وهجاه ابن مفرغ بما فضحه، وقيل: لو كان في اللحى خير لحلّى اللّه بها أوليائه في الجنّة.

  وقال ابن اللبانة الأندلسي⁣(⁣٣) في غلام التحى:


= وما أحسن من قال:

لما التحى وتبدّلت ... تلك السعود به نحوسا

أبديت لما صار يح ... لق خده معنى نفيسا

وأذعت عنه بأنه ... لم يقصد القصد الخسيسا

لكن غدا وعذاره ... خضر فساق إليه موسى

(١) في هامش نسخة ب: «الذي استلحقه معاوية بأبيه، وكان يدعى زياد بن أبي سفيان».

(٢) هو أبو عثمان يزيد بن ربيعة بن مفرغ (وقيل مفرغ لقب لربيعة) ابن مالك بن زيد الحميري، وهو جد السيد الحميري من قبل أمه. كان من فحول الشعراء وقد عرف بهجائه المقذع لبني زياد بن أبيه، ومجاله في ذلك واسع جدا، لما عرف عنهم من لؤم الحسب واختلاط النسب. وهو القائل لمعاوية بن أبي سفيان عندما استلحق زياد ابن أبيه: -

أتغضب أن يقال أبوك عف ... وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان

سجنه عبيد اللّه بن زياد واستأذن معاوية في قتله فلم يأذن له، فعمد إلى تعذيبه والتشهير به، ثم أطلق سراحه بأمر من معاوية وبواسطة جماعة من وجوه اليمانيين. توفي سنة ٦٩ هـ.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٦/ ٣٤٢ - ٣٦٧، معجم الأدباء ٢٠/ ٤٣، الشعر والشعراء / ٢٧٦، سير أعلام النبلاء ٣/ ٣٤٢، الأغاني ١٨/ ٢٦٢ - ٣٠٧، أمالي الزجاجي / ٤١، تاريخ الطبري ٥/ ٣١٧، أنوار الربيع ٢/ ٨٦ - ٨٧.

(٣) أبو بكر، محمد بن عيسى بن محمد اللخمي الأندلسي الداني، المشهور بابن اللبانة. كان من شعراء دولة المعتمد بن عباد. توفي سنة ٥٠٧ هـ. من آثاره: مناقل الفتنة، ونظم السلوك في وعظ الملوك، وسقيط الدرر ولقيط الزهر في شعر بني عباد، والاعتماد في أخبار بني عباد.

ترجمته في: فوات الوفيات ٢/ ٥١٤، العبر في خبر من غبر ٤/ ١٥، هدية العارفين ٢/ ٨٣، شذرات الذهب ٤/ ٢٠، المغرب في حلى المغرب ٢/ ٤٠٩، قلائد العقيان / ٢٥٦، المعجب في تلخيص أخبار المغرب / ٢١١، أنوار الربيع ٤ / هـ ٢٦١ - ٢٦٢.