[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  صنع الإله له فقال فريقهم ... ما في المغار لطالب من مطلب
  ميلوا وصدهم المليك ومن يرد ... عنه الدفاع مليكه لم يعطب
  حتى إذا أمن الحتوف رمت به ... خوص الركاب إلى مدينة يثرب
  فاحتل دار كرامة في معشر ... آووه في سعة المحل الأرحب
  وله بخيبر إذ دعاه لراية ... ردت عليه هناك أكرم منقب(١)
  إذ جاء حاملها فأقبل متعبا ... يهوي بها العدويّ أو كالمتعب
  يهوي بها وفتى اليهود يشله ... كالثور ولّى من لواحق أكلب
  غضب النبي لها فأنبأه بها ... ودعا أخا ثقة لكهل منجب(٢)
  رجلا كلا طرفيه من سام وما ... حام له باب ولا بأبي أب(٣)
  من لا يفرّ ولا يرى في نجدة ... إلا وصارمه خضيب المضرب(٤)
= به خوفا من أن يناله من جراح القوم شيء. حتى أعطى اللّه لرسوله الظفر. فالمؤمنون في هذا الموضع علي خاصة. ثم من حضره من بني هاشم. قال: فمن أفضل من كان مع رسول اللّه في ذلك الوقت أم من انهزم عنه ولم يره اللّه موضعا لنزولها عليه؟ قلت: بل من أنزلت عليه السكينة.
قال: يا إسحق. من أفضل. من كان معه في الغار أم من نام على فراشه ووقاه بنفسه حتى تم لرسول اللّه ÷ ما أراد من الهجرة ... إلخ (العقد الفريد ٥: ٩٧ و ٩٨).
(١) في هذا البيت والأبيات التي تليه إلى رقم (٧٤) يروي الشاعر طرفا من واقعة خيبر وتخلف أمير المؤمنين عن المعركة لأنه أرمد العينين ثم أحضره النبي وأعطاه الراية بعد أن شافاه اللّه من الرمد على يد النبي ÷ في تلك اللحظة.
في السيرة الحلبية ٣: ٤٣ وعيون الأثر ٢: ١٣٥ وسيرة ابن هشام ٣: ٣٨٦ والكامل لابن الأثير ٢: ١٤٩ ودلائل الصدق ٢: ٢٥٤ نقلا عن مسند أحمد والمستدرك للحاكم وكنز العمال والطبري وصحيحي البخاري ومسلم واللفظ لصاحب دلائل الصدق. إن المسلمين حاصروا خيبرا وأخذ اللواء أبو بكر. فانصرف ولم يفتح له. ثم أخذه عمر من الغد فرجع ولم يفتح له. وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد. فقال رسول اللّه ÷: (إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. كرار غير فرار. ولا يرجع حتى يفتح اللّه له). فبات الناس يتداولون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا إلى رسول اللّه ÷ وكلهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين علي؟
فقالوا: إنه أرمد العين، فأرسل إليه، فأتى. فبصق رسول اللّه ÷ في عينيه ودعا له فبرئ. فأعطاه الراية ومضى #، فلم يرجع حتى فتح اللّه على يديه. إنتهى.
(٢) أراد بالكهل المنجب: أبا طالب والد أمير المؤمنين #.
(٣) كلا طرفيه: يقصد النسب من ناحيتي الأب والأم، سام: والد البيضان، وحام: والد السودان.
وفي البيت تعريض بمن كانت أمه حبشية.
(٤) النجدة: القتال - الشجاعة - شدة البأس. والمعنى الأول هو المقصود.