[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  يكن فيهن حاميات فذكر مادة خلاصتها إن أم الكاظم والرضا لم تثبتا إنهن من بني حام وإن كنّ أمهات أولاد.
  الذي أقوله: إن المرتضى أعلم بحال آبائه الأقربين وأئمته من ابن عنبة، لفضل المرتضى وعلمه النسب وكل علم.
  وقد قيل إن البربر من ولد سام انتقلوا عن الشام بعد قتل داود جالوت، وقيل هم من حمير لأن صنهاجة ولواته وأزناته من قبائلهم، وهؤلاء القبائل هم الملتئمون، ومما يؤيد ذلك قول الشاعر فيهم:
  قوم لهم درك العلى من حمير ... فإذا انتموا صنهاجة فهم هم
  لما حووا إدراك كل فضيلة ... غلب الحياء عليهم فتلثّموا
  وذكر الشيخ أبو حامد عبد الحميد بن أبي الحديد(١)، في شرح الخطبة العلوية: أن السفاح لما صعد منبر الكوفة يوم بيعته وخطب الناس، قام إليه السيد الحميري فأنشده:
  دونكموها يا بني هاشم ... فجددوا من آيها الطامسا
  دونكموها لا علا كعب من ... أمسى عليكم ملكها نافسا
  دونكموها فالبسوا تاجها ... لا تعدموا منكم له لابسا
  خلافة اللّه وسلطانه ... وعنصر كان لكم دارسا
  لو خيّر المنبر فرسانه ... ما اختار إلا منكم فارسا
  والملك لو شوور في سائس ... لما ارتضى غيركم سائسا
  لم يبق عبد اللّه(٢) بالشام من ... آل أبي العاص امرءا عاطسا(٣)
(١) ترجمه المؤلف برقم ٩٩.
(٢) هو عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب عم أبي جعفر المنصور. وهو الذي هزم مروان بن محمد بالزاب وتبعه إلى دمشق وفتحها وهدم سورها ونبش قبور بني أمية وتتبع أحياءهم فأخذهم بالقتل فلم يفلت منهم إلا من هرب إلى الأندلس واستصفى أموالهم. فلما فرغ منهم قال:
بني أمية قد أفنيت جمعكم فكيف لي منكم بالأول الماضي
يطيب النفس أن النار تجمعكم ... عوضتم من لظاها شرّ معتاض
منيتم - لا أقال اللّه عثرتكم - ... بليث غاب إلى الأعداء نهاض
إن كان غيظي لفوت منكم فلقد ... منيت منكم بما ربي به راضي
(الكامل لابن الأثير ٤: ٣٣١ والنجوم الزاهرة ٢: ٧).
(٣) شرح نهج البلاغة ٧/ ١٥٨، الأغاني ٧/ ٢٤٠، فوات الوفيات ١/ ٣٥، ديوانه ٢٥٨ - ٢٥٩.