نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع

صفحة 386 - الجزء 1

  قلت: قوله «لو خيّر المنبر» مما لا يحام حوله حسنا ونفاسة.

  والسيد الحميري أحد الجماعة الذين لم يمكن حصر أشعارهم لكثرتها.

  وكان الأصمعي⁣(⁣١) يقول لولا تشيّع السيد الحميري لاحتججنا بشعره في اللغة، فإنه من فصحاء العرب.

  وكان النصب ينسب إلى الأصمعي بسبب أن جده علي بن أصمع سرق سرقة فجيء به إلى أمير المؤمنين علي # فأمر به فقطع من أشاجعه، فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا قطعته من زنده، فقال سبحان اللّه كيف يتوضّأ، كيف يأكل، كيف يشرب، فلما ولي الحجاج العراق، ركب يوما فصاح به علي بن أصمع:

  أيها الأمير أن أبويّ عقّاني فسمياني عليا، فسمّني أنت، فقال: نعم ما توّسمت به، قد ولّيتك موضع كذا، (الموضع حقير بالسواد)، وأجريت عليك في اليوم دانقين، وو اللّه لئن تعديتها لأقطعن ما أبقاه علي من يديك، فعدّت هذه من كرامات علي #.

  وأشار السيد في القصيدة إلى خبر رجوع الشمس لعلي # لما قام النبي ÷ في حجره بعد العصر حتى غابت الشمس وكان يوحى إليه، فلما أسري عنه قال:

  اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فطلعت بعد أن غربت حتى صلّى، ثم عادت، حديث مشهور عند الشيعة والعامة، وقيل إن ذلك وقع في غزاة خيبر.

  وأما رجوعها أو حبسها له ببابل مرة أخرى فهو أيضا خبر مستفيض بين


(١) هو أبو سعيد، عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي، صاحب النوادر والملح المشهورة، كان أديبا لغويا نحويا محدثا فقيها، روي عنه أنه قال: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة. اتصل بهارون الرشيد فحسنت حاله بعد أملاق. كان متهما بالانحراف عن آل بيت رسول اللّه ÷، قال أبو العيناء: كنا في جنازة الأصمعي فأنشدني أبو قلابة الجرمي لنفسه:

لعن اللّه أعظما حملوها ... نحو دار البلى على خشبات

أعظم تبغض النبي وآل ال ... بيت والطيبين والطيبات

ولد سنة ١٢٣ هـ وتوفي سنة ٢١٦ هـ على أشهر الروايات. من آثاره الكثيرة: كتاب خلق الإنسان، الأنواء، المقصور والممدود، الميسر والقداح، والقلب والإبدال.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٢/ ٣٤٤، نزهة الألباب / ١١٢، شذرات الذهب ٢/ ٣٦، إنباه الرواة ٢/ ١٩٧، بغية الوعاة ٢/ ١١٢، هدية العارفين ١/ ٦٢٣، روضات الجنات / ٤٣٩، الكنى والألقاب ٢/ ٣٢، تاريخ بغداد ١٠/ ٤١٠، وغاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٤٧٠، أنوار الربيع ٦ / هـ ١٤٥.