[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  الشيعة، وكان ذلك وهو سائر بالجيش قريب المدينة التي كانت قبل عمارة الكوفة، وهو الموضع المعروف بالجامعين قرب الحلة المزيدية، وقد شرح القصة الشريف المرتضى في شرح القصيدة وأشار إلى الأولى حازم في مقصورته بقوله:
  وكم رأت عيني نقيض ما رأت ... من اطّلاع نورها تحت الدجى
  فيالها من آية مبصرة ... أبصرها طرف الرقيب فامترى
  فاغتررته شبهة فضلّ عن ... تحقيق ما أبصره فما اهتدى
  فظنّ أن الشمس قد عادت له ... فانجاب جنح الليل عنها وانجلى
  والشمس ما ردّت لغير يوشع ... لما غزا ولعلّي إذ غفى
  ومن الاتفاقات الغريبة ما ذكر الإمام ابن الجوزي الحنبلي: أن المظفر المروزي الواعظ جلس يوما ببغداد في جامع المنصور بعد العصر في شهر رمضان وأورد حديث ردّ الشمس لعلي # وأخذ في ذكر فضائله، فنشأت سحابة اظلمّ لها الأفق حتى ظنّ إنّها قد غابت فأومأ إلى الشمس وارتجل:
  لا تغربي يا شمس حتى ينقضي ... مدحي لآل المصطفى ولنجله
  واثني عنانك إن أردت ثناءهم ... أنسيت إذ كان الوقوف لأجله
  إن كان للمولى رجوعك فليكن ... هذا الوقوف لخيله ولرجله
  فطلعت الشمس من تحت الغيم عند انتهاء الأبيات، فلا يدرى ذلك اليوم ما نثر عليه من الأموال.
  قلت: اتفق له مع هذه البديهة لزوم ما يلزم، وقصّة قتل أمير المؤمنين لمرحب اليهودي شهيرة.
  وما أحسن قول أبي الحسين الجزّار(١) في مدح أمير اسمه علي:
  أقول لفقري مرحبا لتيقني ... بأن عليا بالمكارم قاتله
  وقال ابن خلكان في تأريخه: إن الحافظ الدارقطني(٢) كان يحفظ ديوان
(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.
(٢) علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن الدارقطني الشافعي: إمام عصره في الحديث، وأول من صنف القراءات وعقد لها أبوابا. ولد بدار القطن (من أحياء بغداد) سنة ٣٠٦ هـ ورحل إلى مصر، فساعد ابن حنزابة (وزير كافور الإخشيدي) على تأليف مسنده. وعاد إلى بغداد فتوفي بها سنة ٣٨٥ هـ. من تصانيفه كتاب «السنن - ط» وغيره.
ترجمته في: =