[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر
  للأدب وسنّه أربع سنين، وكان يجلس فيه ساعة ويقوم فقلت:
  ملك أبوه وأمّه من نبعة ... منها سراج الأمّة الوهّاج
  شربت بمكة في ربى بطحائها ... ماء النّبوّة ليس فيه مزاج
  فأمرت له زبيدة بمائة ألف درهم(١).
  وكان الوزير يحيى بن خالد البرمكي(٢) وعد أشجع فمطله، فكتب إليه:
  رويدك إنّ عزّ الفقر أدنا ... إليّ من الثّراء مع الهوان
  وماذا تبلغ الأيّام منّي ... بريب صروفها ومعي لساني(٣)
= ترجمته في:
ابن الأثير ٦: ٩٥ واليعقوبي ٣: ١٦٢ والطبري ١٠: ١٢٤ و ١٦٣ و ١٩٦ وتاريخ الخميس ٢:
٣٣٣ والمرزباني ٤٢٣ وثمار القلوب ١٤٨ وفيه: «كان يضرب به المثل في الحسن» وتاريخ بغداد ٣: ٣٣٦ والفوات ٢: ٥٣١ والنبراس ٤٣ ومروج الذهب ٢: ٢٣٢ - ٢٤٧ وفيه أبيات أرسلتها زبيدة أم الأمين، إلى المأمون، قرأها المأمون وبكى وقال: اللهم جلل قلب طاهر حزنا!، الإعلام ط ٤/ ٧ / ١٢٧.
(١) الأغاني ١٨/ ٢٣٤، الشعراء المحدثين ٩٤.
(٢) يحيى بن خالد بن برمك، أبو الفضل: الوزير السريّ الجواد، سيد بني برمك وأفضلهم. وهو مؤدب الرشيد العباسي ومعلمه ومربيه ولد سنة ١٢٠ هـ. رضع الرشيد من زوجة يحيى مع ابنها الفضل، فكان يدعوه: يا أبي! وأمره المهدي (سنة ١٦٣) وقد بلغ الرشيد الرابعة عشرة من عمره، أن يلازمه، ويكون كاتبا له؛ وأكرمه بمئة ألف درهم، وقال: هي معونة لك على السفر مع هارون. ولما ولي هارون الخلافة دفع خاتمه إلى يحيى، وقلده أمره، فبدأ يعلو شأنه. واشتهر يحيى بجوده وحسن سياسته. واستمر إلى أن نكب الرشيد البرامكة فقبض عليه وسجنه في «الرقة» إلى أن مات سنة ١٩٠ هـ، فقال الرشيد: مات أعقل الناس وأكملهم. أخباره كثيرة جدا. قال المسعودي: كانت مدة دولة البرامكة وسلطانهم وأيامهم النضرة الحسنة، من استخلاف هارون الرشيد إلى أن قتل جعفر بن يحيى، سبع عشرة سنة وسبعة أشهر وخمسة عشر يوما. ويستفاد من كشف الظنون أن أول من عني بتعريب المجسطي يحيى بن خالد، فسره له جماعة ولم يتقنوه فأتقنه بعدهم بعض أصحاب بيت الحكمة. ومن كلام يحيى لبنيه: اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون.
ترجمته في:
معجم الأدباء ٢٠/ ٥ - ٩، وفيات الأعيان ٦/ ٢١٩ - ٢٢٩، البداية والنهاية ١٠/ ٢٠٤، الأغاني - ط ساسي: أنظر فهرسته، البيان المغرب ١/ ٨٠، الجهيشاوي: أنظر فهرسته وفيه: مات عن ٦٤ عاما، مروج الذهب ٢/ ٢٢٨، تاريخ بغداد ١٤/ ١٢٨، الإعلام ط ٤/ ٨ / ١٤٤.
(٣) الأغاني ١٨/ ٢٣٧ - ٢٣٨، الشعراء المحدثين ٨٨.