[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر
  فقال له يحيى: ويلك يا أشجع هذا تهدّد، فلا تعد لمثله، وقضى حاجته.
  وقال الأصفهاني: أول من أوصل أشجع إلى الرشيد، الفضل بن الربيع الحاجب(١)، وصفه له وقال: هو أشعر الشعراء في هذا الزمان، وقد اقتطعه عنك البرامكة، فأمره بإدخاله مع الشعراء، فحضر وأنشده:
  قصر عليه تحيّة وسلام ... خلعت عليه جمالها الأيّام
  فيه اجتلى الدّنيا الخليفة والتقت ... للملك فيه سلامة وسلام
  قصر سقوف المزن دون سقوفه ... فيه لأعلام الهدى أعلام
  نشرت عليه الأرض كسوتها التي ... نسج الرّبيع وزخرف الأرهام(٢)
  أدنتك من ظلّ النّبيّ وصيّة ... وقرابة وشجت بها الأرحام
  برقت سماؤك في العدوّ وأمطرت ... هاما لها ظلّ السّيوف غمام
  وعلى عدوّك يا آبن عمّ محمّد ... رصدان: ضوء الصّبح والإظلام
  فإذا تنبّه رعته، وإذا غفا ... سلّت عليه سيوفك الأحلام
  فاستجاد الرشيد شعره وأمر له بعشرين ألف درهم.
  ولعمري لقد أجاد وأرانا من البيت الأخير: {إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ}(٣) ولمح بذكر الوصيّة التي انتهت إلى الرشيد ما شرحناه في ترجمة السيد الحميري(٤) من
(١) الفضل بن الربيع بن يونس، أبو العباس: وزير أديب حازم ولد سنة ١٣٨ هـ. كان أبوه وزيرا للمنصور العباسي. واستحجبه المنصور لما ولى أباه الوزارة، فلما آل الأمر إلى الرشيد واستوزر البرامكة كان صاحب الترجمة من كبار خصومهم، حتى ضربهم الرشيد تلك الضربة، قال صاحب غربال الزمان: وكانت نكبتهم عل يديه. وولي الوزارة إلى أن مات الرشيد. واستخلف الأمين، فأقره في وزارته، فعمل على مقاومة المأمون. ولما ظفر المأمون استتر الفضل (سنة ١٩٦ هـ) ثم عفا عنه المأمون وأهمله بقية حياته. وتوفي بطوس سنة ٢٠٨ هـ. وهو من أحفاد أبي فروة «كيسان» مولى عثمان بن عفان.
ترجمته في:
وفيات الأعيان ٤/ ٣٧ - ٤٠. والبداية والنهاية ١٠: ٢٦٣ وغربال الزمان - خ. وتاريخ بغداد ١٢:
٣٤٣ والمرزباني ٣١٢ ومفتاح السعادة ٢: ١٦٤ ومرآة الجنان ٢: ٤٢، الإعلام ط ٤/ ٥ / ١٤٧ - ١٤٨.
(٢) الارهام: المطر الضعيف.
(٣) سورة الفجر: الآية ٧.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٣١.