[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر
  انتقال الإمامة بالوصية إلى علي # إلى بنيه الثلاثة وصارت بعد ابن الحنفية إلى بني العباس(١).
  وقال سعد بن هزيم وأبو دعامة السدوسي: كان أشجع منقطعا إلى العباس ابن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس(٢)، فقال الرشيد للعباس: يا عم إن الشعراء قد أكثروا في مديح محمد بسببي وبسبب أم جعفر، ولم يقل أحد منهم في المأمون شيئا، وأنا أحب أن أقع على شاعر فطن ذكي يقول فيه، ذكر العباس ذلك لأشجع فقال:
  بيعة المأمون آخذة ... بعنان الحقّ في أفقه
  أحكمت مرّاتها عقدا ... تمنع المختال في نفقه(٣)
  لن يفكّ المرء ربقتها ... أو يفكّ الدّين من عنقه
  وله من وجه والده ... صورة تمّت ومن خلقه
  فأتى العباس، الرشيد فأنشده إيّاها فاستحسنها، وسأله من قالها فقال: هي لي، فقال: قد سررتني مرّتين بإصابتك ما في نفسي وبأنّها لك، وما كان لك فهو لي وأمر له بثلاثين ألف درهم، على أشجع منها خمسة آلاف درهم، وأخذ الباقي لنفسه(٤)، وكان العباس بخيلا لهذه القصّة.
  وله حكاية ظريفة، وهي: إن ربيعة الرقي(٥) الشاعر مدحه بقصيدة بالغ فيها، وجاء منها:
(١) الأغاني ١٨/ ٢٢١ - ٢٢٢، الشعراء المحدثين ٧٦ - ١١٢.
(٢) العباس بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، أبو الفضل الهاشمي: أمير. هو أخو المنصور والسفّاح. ولد سنة ١٢١ هـ ولاه المنصور دمشق وبلاد الشام كلها. وولي إمارة الجزيرة في أيام الرشيد. وأرسله المنصور لغزو الروم في ستين ألفا. وحج بالناس مرات. ومات ببغداد سنة ١٨٦ هـ. كان من أجود الناس رأيا. وإليه تنسب «العباسية» محلة بالجانب الغربي من بغداد، دفن فيها. وكان الرشيد يحبه ويجله. ويزعم أهله أنّ الرشيد سمه.
ترجمته في:
تاريخ بغداد ١: ٩٥ ثم ١٢: ١٢٤ وتهذيب ابن عساكر ٧: ٢٥٣ والنجوم الزاهرة ٢: ١٢٠ وفيه:
مولده سنة ١١٨ هـ، الإعلام ط ٤/ ٣ / ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٣) المرات: جمع مرة، وهي طاقة الحبل.
(٤) الأغاني ١٨/ ٢٣٧.
(٥) هو أبو ثابت، وقيل أبو شبابة أو شبانة (ربيعة بن ثابت في الأصل أبو ربيعة) بن لجأ الأسدي المعروف بربيعة الرقي. كان ينزل الرقة وبها مولده. شاعر مكثر مجيد. يرى ابن المعتز أنه أشعر =