[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر
  قال أبو الفرج، قال الوليد بن أشجع: مرّ أبي وعمّاي أحمد ويزيد بقبر الوليد بن عقبة بالرقّة وإلى جانبه قبر أبي زبيد الطائي النصراني نديمه، وكان أبو زبيد أوصى حين احتضر أن يدفن إلى جنب الوليد بالبطيح(١)، والقبران مختلفان كل موجّه إلى قبلته، فوقفوا على القبرين فجعلوا يتذاكرون أخبارهما، فأنشأ أبي يقول:
  مررت على عظام أبي زبيد ... وقد لاحت ببلقعة صلود
  وكان له الوليد نديم صدق ... فنادم قبره قبر الوليد
  أنيسا ألفة ذهبا فأمست ... عظامهما تآنس بالصّعيد
  ولا أدري بمن تبدأ المنايا ... بأحمد أو بأشجع أو يزيد
  قال: فماتوا واللّه كما رتبهم، ¦(٢).
  * * *
  وقصة بيعة الرضا # ما أسند أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين، قال:
  أخبرني الحسن(٣) بن علي بن حمزة، وعن عمّه محمد بن علي، وأخبرنا بأشياء منه أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن العلوي، وجمعت أخبارهم: إن المأمون وجّه إلى جماعة من آل أبي طالب فحملوا إليه من المدينة وفيهم أبو الحسن علي بن موسى فأخذ بهم على طريق البصرة مع قائد من أهل خراسان، فقدم بهم على المأمون فأنزلهم دارا، وأنزل علي بن موسى دارا.
  ووجّه إليه الفضل بن سهل(٤) فأعلمه أنه يريد العقد له وأمره بالاجتماع مع
(١) في الأغاني: «البليخ» والبليخ: اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون أعظمها الذهبانية في أرض حران. قال ابن دريد: لا أحسب البليخ عربيا (ياقوت ج ١ ص ٤٩٣).
(٢) الأغاني ١٨/ ٢٦٠ - ٢٦١.
(٣) في المقاتل: «الحسين».
(٤) الفضل بن سهل السرخسي، أبو العباس: وزير المأمون وصاحب تدبيره. (اتصل به في صباه وأسلم على يده (سنة ١٩٠ هـ) وكان مجوسيا وصحبه قبل أن يلي الخلافة، فلما وليها جعل له الوزارة وقيادة الجيش معا، فكان يلقب بذي الرياستين (الحرب والسياسة) مولده في سرخس (بخراسان) سنة ١٥٤ هـ ووفاته فيها سنة ٢٠٢ هـ قتله جماعة بينما كان في الحمام، قيل: إن المأمون دسهم له وقد ثقل عليه أمره. وكان حازما عاقلا فصيحا، من الأكفاء. أخباره كثيرة. =