نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر

صفحة 419 - الجزء 1

  ثم دعا أبو عبّاد الكاتب بالعباس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه وقبّل يده وأمره بالجلوس.

  ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد فقال له الفضل بن سهل: قم، فقام فمشى حتى قرب من المأمون ولم يقبّل يده، ثم مضى فأخذ جائزته وناداه المأمون: ارجع أبا جعفر إلى مجلسك، فرجع.

  ثم جعل أبو عبّاد يدعو بعلوي وعبّاسي فجعلوا يدخلون فيقبضون جوائزهم حتى نفدت الأموال، ثم قال المأمون للرضا: قم فاخطب الناس وتكلّم فيهم:

  فقال بعد حمد اللّه والثناء:

  إن لنا عليكم حقّا برسول اللّه ÷، ولكم علينا به # حق.

  ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس.

  وأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسمه، وزوّجه ابنته أم حبيبة، وأمره فحج بالناس وخطب للرضا في كل موضع بولاية العهد⁣(⁣١).

  فحدثني أحمد [بن محمد] بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن العلوي قال: حدثنا من سمع عبد الجبار بن سعيد يخطب تلك السنة على منبر المدينة، فقال في الدعاء له علي بن موسى الرضا ولي عهد المسلمين بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي:

  ستة آباءهم ما هم ... أكرم من يشرب صوب الغمام⁣(⁣٢)

  وزوّج المأمون محمد جواد بن الرضا⁣(⁣٣) ابنته أم الفضل ونقلها إليه.


(١) مقاتل الطالبيين ٥٦٢ - ٥٦٥، الفصول المهمة ٢٥٥، إعلام الورى ٣٢٠، البحار ٤٩/ ١٤٥.

(٢) مقاتل الطالبيين ٥٦٥، عيون أخبار الرضا # ٢/ ١٤٥ وفيه: «سبعة آباءهم»، مناقب آل أبي طالب ٤/ ٣٦٤، الفصول المهمة ٢٥٦، بحار الأنوار ٤٩/ ١٤٦، والشعر للنابغة الذبياني، انظر ديوانه ١١٧ وفيه: «خمسة آباءهم»، وانظر خزانة الأدب ١/ ٢٨٨، الارشاد ٢/ ٢٦٣.

(٣) محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الطالبي الهاشمي القرشي، أبو جعفر، الملقب بالجواد:

تاسع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. كان رفيع القدر كأسلافه، ذكيا، طلق اللسان، قوي البديهة. ولد في المدينة سنة ١٩٥ هـ وانتقل مع أبيه إلى بغداد. وتوفي والده فكفله المأمون العباسي ورباه وزوجه ابنته «أم الفضل» وقدم المدينة ثم عاد إلى بغداد فتوفي فيها سنة ٢٢٠ هـ. =