[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر
  الهندي وقال له امرسه بيدك ففعل ثم دخل على الرضا فقال: ما خبرك؟ قال:
  أرجو أن أكون صالحا، قال: هل جاءك أحد من المترفقين اليوم؟ قال: لا، فغضب وصاح على غلمانه، وقال: خذ ماء الرمان اليوم فإنه مما لا يستغنى عنه، ثم دعا برمان فأعطاه عبد اللّه بن بشير وقال له: اعصر ماءه بيدك، ففعل وسقاه الرضا بيده فشربه، فكان سبب وفاته، ما لبث إلّا يومين حتى مات.
  قال محمد بن علي بن حمزة: فبلغني أن أبا الصلت الهروي دخل على الرضا بعد ذلك فقال له: يا أبا الصلت قد فعلوها، قد سقوني السمّ.
  قال محمد بن علي: وسمعت في صفة سمّه أنه أطعم عنبا قد غرزت في موضع أقماعه الأبر وتركت أياما فأكل منه في علّته فقتله، وذكر أن ذلك من لطيف السموم.
  ولما توفي الإمام الرضا # لم يظهر المأمون موته في وقته، وتركه يوما وليلة، ثم وجّه إلى محمد بن جعفر وجماعة آل أبي طالب فلما حضروا أراهم إيّاه صحيح الجسد لا أثر به وبكى، وقال: عزّ عليّ يا أخي أن أراك في هذه الحالة وقد كنت أؤمل أن أقدم قبلك، فأبى اللّه إلّا ما أراد، وأظهر جزعا شديدا وحزنا كثيرا، وخرج مع جنازته يحملها حتى أتي به إلى قبر هارون الرشيد فدفنه إلى جانبه(١).
  قلت: قبر الرضا # بمدينة سناباد من رستاق طوس، ومشهده مشهور مزور معظم، قد زخرفه الملوك الموسوية، ملوك العجم الآن وغيرهم ممن غبروا، وعلّقوا بقبّته من قناديل الذهب والجوهر ما لا يمكن التعبير عنه. وقصبة طوس الطابران.
  وما أحسن قول الشيخ الإمام الوزير بها الدين العاملي الآتي ذكره إن شاء اللّه(٢) فيه دو بيت:
  يا ريح قصّي قصة الشوق إليك ... إن جئت إلى طوس فباللّه عليك
(١) مقاتل الطالبيين ٥٦٢ - ٥٦٧.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٤٥.