[34] أيمن بن حزيم بن فاتك، وقيل ابن خريم بن
  إذا يئس المرء من أيره ... رأت عرسه اليأس من خيره
  ومن كان في سنّه ضاعنا ... فقد عدم الطعن في غيره
  وقال السرّاج أيضا:
  رب بكر أصبتها أول العم ... ر وقدحي من الشباب المعلى
  طلبت ذلك النشاط فأجمل ... ت لها القول حين قصرت فعلا
  كنت ترسا وكان رمحا فلما ... صرت بيرا بأستنا صار حبلا
  ما أحسن ما راعى النظير بين الترس والرمح والبير والحبل.
  وله أيضا:
  طوت الزيارة إذ رأت ... عصر الشباب طوى الزيارة
  وبقيت أهرب وهي تس ... أل جارة من بعد جاره
  وتقول يا ستي استرح ... نا لا سراج ولا مناره
  وفي المنارة بعد ذكر السراج تورية، إذ هي المآذنة وكنّى بها عن ذكره.
  وكان حماد عجرد(١) الشاعر الخليع يشرب عند جماعة من أصحابه بالكوفة فزقّت إليه امرأة فافترعها ورجع إليهم مسرعا وهو يقول:
  قد فتحنا الحصن بعد امتناع ... بمنيع فاتح للقلاع
  ظفرت كفّي بتفريق شمل ... جاءنا تفريقه باجتماع(٢)
  وفي العجز عنه، قال ابن الحجاج(٣):
(١) حماد بن عمر بن يونس بن كليب السوائي، أبو عمرو، المعروف بعجرد: شاعر، من الموالي، من أهل الكوفة. من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، ولم يشتهر إلا في العباسية. نادم الوليد بن يزيد الأموي، وقدم بغداد في أيام المهدي، وكانت بينه وبين بشار بن برد أهاج فاحشة. قتل غيلة بالأهواز سنة ١٦١ هـ، ويقال: دفن إلى جانب قبر بشار.
ترجمته في:
الأغاني ١٤/ ٣١٣ - ٣٧٥ وفيات الأعيان ٢/ ٢١٠ - ٢١٤ ولسان الميزان ٢: ٣٤٩ وفيه: وفاته - عن المنتظم لابن الجوزي - سنة ١٦٨ هـ. وتاريخ بغداد ٨: ١٤٨ والشعر والشعراء ٣٠٢، الاعلام ط ٤/ ٢ / ٢٧٢.
(٢) الأغاني ١٤/ ٣٢٨ - ٣٢٩، خاص الخاص ٨٦، الكناية والتعريض ١٣
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٥٦.