[36] أبو وهيب، بهلول بن عمرو الصيرفي، أحد
  وقال الفضل بن سليمان: كان بهلول يأتي سليمان بن علي فيضحك منه ساعة ثم ينصرف، فجاءه يوما، فضحك منه ساعة، ثم قال: هل عندك شيء تأكله؟ فقال لغلامه: هات لبهلول خبزا وزيتونا، فأكل ثم قام لينصرف، ثم أتاه يوما آخر فقال له: أعندك شيء نأكل، فقال لغلامه هات لبهلول خبزا وجبنا، فلما قام لينصرف قال لسليمان وكان والي البصرة:
  يا صاحب إن جئنا إلى بيتكم يوم العيد يكون عندكم لحم؟ فخجل سليمان منه(١).
  وعبث به الصبيان ففرّ منهم والتجأ إلى دار بابها مفتوح، فدخلها، وصاحب الدار قائم له ظفيرتان، فصاح به: ما أدخلك داري؟ فقال: يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض(٢).
  والقرن: القصيصة من الشعر تظفرها المرأة، قال الوضاح:
  فلثمت فاها آخذا بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرح
  ولقد جاء بهلول باقتباس وتورية وتشبيه على البديهة.
  وما أحسن قول صاحبنا الأديب شعبان بن سليم(٣) في رقيب اسمه الثور:
  لقد حال ما بيني وبينك معشر ... وجاؤوا بما لا نستطيع له ردّا
  أعانوا علينا الثور فيك بقوّة ... فشيّد ذو القرنين ما بيننا سدّا
  وله أيضا:
  قل للحسام لقد أضعت مودّة ... ما زلت تحفظها عن الثقلين
  ما زلت أذكرها وأطمع في اللقا ... لكن نهاني عنك ذو القرنين
  وسأل عليّ [بن] عبد الصمد: هل أحدثت في رقة البشرة شيئا؟ فقال:
  أكتب:
  أضمر أن أضمر حبي له ... فيشتكي إضمار إضماري
(١) فوات الوفيات ١/ ١٥٤.
(٢) ن. م.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٨٥.