نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[36] أبو وهيب، بهلول بن عمرو الصيرفي، أحد

صفحة 438 - الجزء 1

  وقال الفضل بن سليمان: كان بهلول يأتي سليمان بن علي فيضحك منه ساعة ثم ينصرف، فجاءه يوما، فضحك منه ساعة، ثم قال: هل عندك شيء تأكله؟ فقال لغلامه: هات لبهلول خبزا وزيتونا، فأكل ثم قام لينصرف، ثم أتاه يوما آخر فقال له: أعندك شيء نأكل، فقال لغلامه هات لبهلول خبزا وجبنا، فلما قام لينصرف قال لسليمان وكان والي البصرة:

  يا صاحب إن جئنا إلى بيتكم يوم العيد يكون عندكم لحم؟ فخجل سليمان منه⁣(⁣١).

  وعبث به الصبيان ففرّ منهم والتجأ إلى دار بابها مفتوح، فدخلها، وصاحب الدار قائم له ظفيرتان، فصاح به: ما أدخلك داري؟ فقال: يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض⁣(⁣٢).

  والقرن: القصيصة من الشعر تظفرها المرأة، قال الوضاح:

  فلثمت فاها آخذا بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرح

  ولقد جاء بهلول باقتباس وتورية وتشبيه على البديهة.

  وما أحسن قول صاحبنا الأديب شعبان بن سليم⁣(⁣٣) في رقيب اسمه الثور:

  لقد حال ما بيني وبينك معشر ... وجاؤوا بما لا نستطيع له ردّا

  أعانوا علينا الثور فيك بقوّة ... فشيّد ذو القرنين ما بيننا سدّا

  وله أيضا:

  قل للحسام لقد أضعت مودّة ... ما زلت تحفظها عن الثقلين

  ما زلت أذكرها وأطمع في اللقا ... لكن نهاني عنك ذو القرنين

  وسأل عليّ [بن] عبد الصمد: هل أحدثت في رقة البشرة شيئا؟ فقال:

  أكتب:

  أضمر أن أضمر حبي له ... فيشتكي إضمار إضماري


(١) فوات الوفيات ١/ ١٥٤.

(٢) ن. م.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ٨٥.