[38] الأمير أبو معد، تميم بن المعز بن
  فديت من ألحاظه جذوة ... تذكي ومن مبسمه بارد
  أرسل في تفّاحة خدّه ... إليّ كيلا يفطن الحاسد
  لمّا تشكّيت أليه الهوى ... والشوق نام والجوى زائد
  فلونه في لونها ظاهر ... وريقه في طعمها جامد(١)
  وله أيضا:
  يا يوما اسعفنا بكل سرور ... طيبا فنلنا منه كل حبور
  فيه شربنا جوهرا من قهوة ... قد عتّقت في جوهر البلّور
  في جنّة قد ذلّلت ثمراتها ... وتسربلت بغلائل من نور
  وجرى النسيم على ثمار غصونها ... فتضوّعت بالمسك والكافور
  ينساب في الأكتاف منها جدول ... كالنّصل أو كالحيّة المذعور
  ما بين أترجّ يلوح كأنه ... كبرى الثّديّ الصّفر فوق صدور
  وكأنّ نرجسه إذا استقبلته ... يرنو بأجفان العيون الحور
  وكأنّما النارنج في أغصانه ... أكر تروّت من دم اليعفور(٢)
  وكأنما نشر الربيع ملاحفا ... فيها مريّشة من المنثور
  وكأنّ سوسنها خدود قد بدت ... للّثم فيها رقّة التأثير
  ويزيدها حسنا إلى تحسينها ... ملك العزيز لها أبي المنصور(٣)
  وله أيضا في وصف الديارات:
  أيا دير مرحنّا سقتك رعود ... من الغيث تهمي مرّة وتعود(٤)
  فكم وصلتنا من رباك(٥) أوانس ... يطفن علينا بالمدامة غيد
(١) ديوانه ١١٤.
(٢) اليعفور: الخشف وهو ولد البقرة الوحشية، والظبي بلون العفر أي التراب.
(٣) ديوانه ٢٠٩.
(٤) دير مريحنّا: على شاطئ بركة الحبش إلى جانب البساتين التي أنشأ بعضها الأمير تميم وجعل به مجلسا على عمد، وبالقرب من الدير عين ذهبت بها الرمال، أنظر في ابن فضل اللّه ج ١ ص ٣٦١، معجم البلدان ج ٢ ص ٧٠١، الديارات للشابشتى. وهو الآن يقع بين فم الخليج ومسجد زين العابدين قرب النيل. وكان من مواضع اللعب واللهو. وفي اليتيمة ١/ ٣٩١: «دير يوحنا».
(٥) في هامش الأصل: «في رباك».