نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[39] أبو يحيى، تميم بن المعز بن باديس بن

صفحة 457 - الجزء 1

  استودع اللّه في بغداد لي قمرا ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

  وأول هذه القصيدة:

  لا تعذليه فإن العذل يولعه ... قد قلت حقّا ولكن ليس يسمعه

  وستأني بكمالها في حرف الزاي إن شاء اللّه تعالى، فاشتدّ طرب الأمير تميم.

  ثم غنّت بقول موسى بن عبد الملك الأصبهاني⁣(⁣١) صاحب ديوان الخراج أيضا:

  لما وردنا القادسي ... هـ حيث مجتمع الرفاق

  وشممت من أرض الحج ... از نسيم أنفاس العراق

  أيقنت لي ولمن أح ... بّ بجمع شمل واتفاق

  لم يبق لي إلّا تجشّ ... م هذه السبع البواقي

  حتى يطول حديثنا ... بشكاء ما كنّا نلاقي⁣(⁣٢)

  فاشتدّ سرور الأمير تميم وقال لها: تمنّ عليّ ما شئت، قالت: أتمنى عافية الأمير وسروره، فقال لها: لا بدّ من ذلك، قالت: أتمنى أن أغنّي بهذه الأبيات في بغداد، فتغيّر وجه الأمير تميم وقام وتنغّص المجلس وتفرقنا، فلما كان من الغد استدعاني وقال: قد رأيت ما ابتلينا به، ولا بد من الوفاء لها ولا أثق بغيرك، فتجهّز للمسير معها إلى بغداد حتى تبلغ حاجتها وتعود معها، وأمر لي بنفقة وركبت الجارية في عمارية ومعها جارية سوداء تعادلها، ثم شخصت الجارية إلى المدينة النبوية فلما قضينا حق الزيارة شخصنا نؤم العراق مع الركب، فكانت تسألني كل يوم عن أسماء المنازل، فلما بلغنا القادسية أتتني السوداء فقالت:

  تقول لك سيدتي أين بلغنا؟ فقلت: نحن نزول بالقادسية فأبلغتها، فرفعت صوتها وغنّت: «لما وردنا القادسية ...» الأبيات المذكورة، فتصايح الناس من أطراف القافلة: أعيدي باللّه، أعيدي باللّه، فلم يسمع لها حرف، ثم ارتحلنا حتى إذا


= ترجمته في: تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٢/ ٣٠٧ وفيه اسمه وكنيته أبو الحسن كشكول البهائي ١/ ١١٨، جواهر الأدب ٢/ ٣٧١، أنوار الربيع ٤ / هـ ١٧٨.

(١) ترجمه المؤلف برقم ١٧٦.

(٢) وفيات الأعيان ٥/ ٣٣٧ وفيه الشعر فقط نسبه إلى موسى المذكور.