[40] أبو الفضل جعفر بن شمس الخلافة أبي عبد
  لو أن في استك درهما ... لاستلّه بلسانه
  وما أشبه هذا اللئيم الدني برجل ولّي صنعاء في عصرنا فلا تسأل عن لؤمه فهو أكثر من حواسد الحسان، وأجلّ من أن يحيط به الفكر والقلب واللسان.
  ونقلت لأبي الفضل ابن شمس الخلافة:
  دع الكبر واجنح للتواضع تشتمل ... وذاد منيع الودّ صعب مرامه
  وداو بلين ما جرحت بغلظة ... فطيب كلام المرء طبّ كلامه
  هذا المرهم نافع للكريم التيّاه كعمارة بن حمزة(١)، والفضل بن يحيى(٢) وأمثالهما من الكرام فأما اللئيم التيّاه البغيض فليس ينفعه إلّا تقطيع عرضه بسيوف القوافي إن كان له عرض.
  وله أيضا:
  سأصبر حتى يأتي اللّه بالذي ... يشاء وحتى يعجب الصبر من صبري
  فكم فاقة يأت الغنى من خلالها ... يلوح وكم عسر تكشّف عن يسر
  أذكرني اليسر قول الأديب أحمد بن الحسين الرقيحي الماضي ذكره(٣) في سبحة منه:
(١) عمارة بن حمزة بن ميمون، من ولد عكرمة مولى ابن عباس: كاتب، من الولاة الأجواد الشعراء الصدور. كان المنصور والمهدي العباسيان يرفعان قدره. وكان من الدهاة. وجمع له بين ولاية البصرة وفارس والأهواز واليمامة والبحرين. له في الكرم أخبار عجيبة. وفيه تيه شديد يضرب به المثل «أتيه من عمارة!». وله «ديوان رسائل» و «الرسالة الماهانية» و «رسالة الخميس» توفي سنة ١٩٩ هـ.
ترجمته في: معجم الأدباء ١٥/ ٢٤٢ - ٢٥٧ والنجوم الزاهرة ٢: ١٦٤ وثمار القلوب ١٥٩ والشعور بالعور - خ. ورغبة الآمل ٨: ١٤٤، الاعلام ط ٤/ ٥ / ٣٦ - ٣٧.
(٢) الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي: وزير الرشيد العباسي، وأخوه في الرضاع. كان من أجود الناس. ولد سنة ١٤٧ هـ واستوزره الرشيد مدة قصيرة، ثم ولاه خراسان سنة ١٧٨ هـ فحسنت فيها سيرته، وأقام إلى أن فتك الرشيد بالبرامكة (سنة ١٨٧ هـ) وكان الفضل عنده ببغداد، فقبض عليه وعلى أبيه يحيى، وأخذهما معه إلى الرقة فسجنهما وأجرى عليهما الرزق، واستصفى أموالهما وأموال البرامكة كافة. وتوفي الفضل في سجنه بالرقة سنة ١٩٣ هـ.
ترجمته في:
ابن الأثير ٦: ٦٩، ووفيات الأعيان ٤/ ٢٧ - ٣٦، والطبري ١٠: ٦٢ و ٦٩ و ١٠٩، وتاريخ بغداد ١٢: ٣٣٤، وروض المناظر لابن الشحنة. والوزراء والكتّاب: أنظر فهرسته، والنجوم الزاهرة:
أنظر فهرست المجلد الثاني، الاعلام ط ٤/ ٥ / ١٥١ - ١٥٢.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٥.