نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[40] أبو الفضل جعفر بن شمس الخلافة أبي عبد

صفحة 470 - الجزء 1

  أسبح باليسر المعظّم ذكره ... وأكثر في التقديس والحمد والشكر

  وأدعو إلى اللّه الكريم تضرّعا ... يفرّج عني ذلك العسر باليسر

  ولابن شمس الخلافة في أبي محمد المعروف بابن شكر⁣(⁣١) وزير العادل وولده الكامل لما خرج من مصر إلى الشام:

  على مهل ففي الأحوال ريث ... أتخشى أن تضام وأنت ليث

  بمصر إن أقمت فأنت نيل ... وإن جئت الشآم فأنت غيث

  جرت عادة اللّه تعالى إن مصر لا تمطر ولا ينتفع بمطرها وإن نزل، لاستغنائها بالنيل وريّها به، وللفلاسفة في عدم نزول الغيث بها تعليل ذكروه، وبسطه المقريزي في الخطط والآثار إلّا جانبها الشمالي المجاور لبلاد الشام كرشيد ونحوه فيمطر مطر الشام.

  وله في رجل كثير الاستجداء من الناس:

  أوراق كذبته⁣(⁣٢) في بيت كلّ فتى ... على اتفاق معان واختلاف روي

  قد طبّق الأرض من سهل ومن جبل ... كأنه خطّ ذاك السائح الهروي⁣(⁣٣)

  والسائح الهروي كان قد طاف أكثر المعمور من البراري والجزائر وكل ما


(١) عبد اللّه بن علي بن الحسين، أبو محمد، صفي الدين الشيبي الدميري، المعروف بالصاحب ابن شكر: وزير مصري. من الدهاة. ولد في دميرة البحرية (من إقليم الغربية بمصر) سنة ٥٤٨ هـ ونشأ نشأة صالحة، فتفقه في القاهرة، وصنف كتابا في «الفقه» على مذهب مالك. واتصل بالملك العادل أبي بكر بن أيوب فولاه مباشرة ديوانه سنة ٥٨٧ هـ. ثم استوزره، فعمد إلى سياسة العنف والمصادرة واستبد بالأعمال، فعزله العادل، فخرج إلى آمد وأقام عند ابن أرتق إلى أن مات العادل (سنة ٦١٥) فطلبه الكامل محمد بن العادل، وهو في نوبة قتال مع الإفرنج على دمياط، فجاءه، فكاشفه بما هو عليه من الاضطراب بثورة العرب في مصر ومحاربة الفرنج وعصيان بعض الأمراء، فنهض ابن شكر بالأمر عنيفا على سابق عادته، فخافه الناس وهابوه، فاستقر الملك.

وعظم أمره عند الملك الكامل. واستمر على ذلك إلى أن مات بالقاهرة سنة ٦٢٢ هـ.

ترجمته في:

فوات الوفيات ١/ ٤٦٣، الاعلام لابن قاضي شهبة - خ، وخطط مبارك ١١: ٥٧، الاعلام ط ٤/ ٤ / ١٠٥ - ١٠٦.

(٢) في الوفيات: «كديته».

(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٣٤٦.