نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[40] أبو الفضل جعفر بن شمس الخلافة أبي عبد

صفحة 472 - الجزء 1

  لليلتين بقين من جمادى الأولى وقيل الآخرة سنة ست وستين وأربعمائة ولّاه المستنصر تدبير أموره ودامت بوصوله الحرمة، وصلحت به حال الدولة، وكان وزير السيف والقلم والطيلسان والعلم، وإليه قضاء القضاة، وأمر الدعاة، وساس الأمور في أحسن سياسة، وكان وصوله أول سعادة المستنصر، وآخر قطوعه، ومما اتفق يوم ورد إن قارئا قرأ: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ}⁣(⁣١) ثم أمسك، فقال المستنصر⁣(⁣٢): لو أتمّها ضربت عنقه، ومات على حاله في ذي الحجة أو القعدة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، ووليّ بعده الوزارة أحمد بن الأفضل أمير الجيوش.

  قال صاحب الدول المنقطعة: خلف بدر من الأموال ما لم يسمع بمثله قط من ذلك ستمائة ألف ألف دينار ذهبا عينا وخمسين أردب دراهم نقدا مضروبة، وسبعة آلاف ثوب ديباج أطلس، وثلاثين راحلة اخفاف ذهب عراقي، ودواه ذهب فيها جوهر قيمته اثني عشر ألف دينار، ومائة مسمار ذهب وزن كل مسمار مائة مثقال في عشرة مجالس لكل مجلس عشرة مسامير، على كل مسمار منديل مذهب عليه خلعة بلون من الألوان، أيّها أراد لبسه، وخمسمائة صندوق كسوة لخاصتّه من دن تنيس ودمياط، ومن الرقيق والخيل والبغال والمراكب والطيب والتجمّل والحلي ما لم يعلم قدره إلّا اللّه تعالى، وخلف خارجا عن ذلك من البقر والجواميس والغنم ما يستحي من ذكر عدده، وبلغ عن ضمان ألبانها في سنة وفاته ثلاثين ألف دينار، ووجد في تركته صندوقان عظيمان فيهما أبر ذهب برسم النسا والجواري.

  وولد ابن شمس الخلافة في المحرم سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

  وتوفي في الثامن عشر من المحرم سنة اثنتين وعشرين وستمائة، ¦(⁣٣).

  وكانت للأفضل مع السعادة في الدنيا مناقب فإنه الذي عمّر مشهد رأس الحسين #، قال المقريزي: ذكر الفاضل محمد بن علي بن يوسف بن ميسران⁣(⁣٤) في شعبان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، خرج الأفضل بن أمير الجيوش في


(١) سورة آل عمران: الآية ١٢٣.

(٢) في الأصل: «المنصور». وما اثبتا حسب السياق.

(٣) وفيات الأعيان ١/ ٣٦٣.

(٤) في الخطط المقريزية: «بن ميسر».