[41] السيد ضياء الدين، جعفر بن المطهر بن
  يوم، كأيّام لذّات لنا انصرمت، ... بتنا لها، حين نام الدّهر، سرّاقا
  نلهو بما تستميل العين من زهر ... حال النّدى فيه، حتى مال أعناقا
  كأنّ أعيانه، إذ عاينت أرقي، ... بكت لما بي، فحال الدّمع رقراقا
  ورد تألّق، في ضاحي منابته، ... فازداد منه الضّحى، في العين، إشراقا
  سرى ينافحه نيلوفر عبق، ... وسنان نبّه منه الصّبح أحراقا
  كلّ يهيج لنا ذكرى يشوّقنا ... إليك، لم يعر منها الصّدر أن ضاقا
  لو كان وفّى المنى، في جمعنا بكم، ... لكان من أكرم الأيّام أخلاقا
  لا سكّن اللّه قلبا عق ذكركم ... فلم يطر، بجناح الشّوق، خفّاقا(١)
  لو شاء حملي نسيم الريح حين هفا ... وافاكم بفتى أضناه ما لاقى
  كان التّجاري بمحض الودّ، من زمن، ... ميدان أنس، جرينا فيه أطلاقا
  فالآن، أحمد ما كنّا لعهدكم، ... سلوتم، وبقينا نحن عشّاقا!(٢)
  * * *
  رجع، ومن شعر السيد جعفر بن المطهر، ¦:
  عاتبتهم حين حال ودّهم ... عند انعكاس الزمان ممتحنا
  قالوا: فمن ذا تراه فلم يك يستحي ... ل بالانعكاس؟ قلت: أنا(٣)
  ينبغي التّثبّت في نسبة المقطوع هذا إليه، فإن في حفظي أني رأيت مثله أو أنه بعينه مما ذكره ابن حجة في شواهد البديع.
  وله في ذم بغلة:
  وقائل لي: بغلة إن سعت ... في ربوة أزرت بأجناسها
  وقال من أوصافها: أنها ... واقعة، قلت: على رأسها(٤)
  وأجاد وأحسن.
  وأمّا مذهبه في النثر فإنه توسّط فيه وأحسن، وقد يستحسن واسطة العقد
(١) عق ذكركم: استخف به.
(٢) ديوان ابن زيدون ٤٦ - ٤٧.
(٣) نفحة الريحانة ٣/ ٤٠٢، ديوانه ٤٦ - ٤٧.
(٤) خزانة الأدب لابن حجة.