نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[43] أبو الفضل، جعيفران بن علي بن أصغر بن

صفحة 493 - الجزء 1

  فسرّ بذلك وطابت نفسه، ثم التفت إلى من معه، فقال: لمن هذا؟ قالوا:

  لمحمد بن بشير قال: أمر محمود، وبشير سريع إن شاء اللّه تعالى.

  وتمام الأبيات:

  ماذا يكلّفك الرّوحات والدّلجا ... البرّ يوما ويوما تركب اللّججا⁣(⁣١)

  كم من فتى قصرت في الرّزق خطوته ... ألفيته بسهام الرّزق قد فلجا⁣(⁣٢)

  لا تيأسنّ وإن طالت مطالبة ... إذا استعنت بصبر أن نرى فرجا

  إن الأمور إذا أنسدّت مسالكها ... فالصّبر يفتح منها كلّ ما ارتتجا⁣(⁣٣)

  أخلق بذي الصّبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا⁣(⁣٤)

  قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقا عن غرّة زلجا⁣(⁣٥)

  ولا يغرّنك صفوا أنت شاربه ... فربّما كان بالتّحريم⁣(⁣٦) ممتزجا⁣(⁣٧)

  لا ينتج الناس إلّا من لقاحهم ... يبدو لقاح الفتى يوما إذا نتجا

  وكان ابن بشير منتقلا، وهو من أهل البصرة، وفي شعره مقاصد حسنة، ومن مشهور شعره وهو حكمة أيضا:

  جهد المقل إذا أعطاك نائله ... ومكثر من غنى سيّان في الجود

  لا يعدم السائلون الخير أفعله ... أما نوالا وأما حسن مردود

  * * *

  ومن شعراء المجانين: أبو دانق الموسوس البغداذي، وله حكايات ظريفة، منها: ما حكاه يعقوب بن الدقّاق المستملي من أبي نصر صاحب الأصمعي قال:

  كنّا يوم جمعة بقبة الشعراء في رحبة جامع المنصور نتناشد الأشعار، فكنت أعلاهم صوتا إذ صاح بي صائح من ورائي يا منتوف، فتغافلت كأنّي لم أسمع،


(١) الروحات: واحدها روحة من الرواح، يكون بمعنى الغدة.

(٢) سهام الرزق: الحظوظ، والفلج: الغلب.

(٣) الفتق: الشق. وارتتج: انغلق.

(٤) أخلق: أجدر.

(٥) الزلق هنا: مكان الزلق. والعزّة: الغفلة، وزلج: زلل.

(٦) التحريم: الصعوبة.

(٧) ديوان الحماسة لأبي تمام ٣٤٦.