[44] أبو فراس، الحارث بن أبي العلى [سعيد بن]
  ونقل ابن خلكان عن ابن خالويه: أن سيف الدولة لما توفي عزم أبو فراس على التغلب على حمص، فاتصل خبره بأبي المعالي ابن سيف الدولة وغلام أبيه فرغويه فأرسل إليه من قاتله فأخذ وضرب ضربات فمات في الطريق، وقيل أنه قتل يوم الأربعاء لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة في المعركة على باب حمص، وأخذ رأسه وبقيت جثته في البرية إلى أن جاءه بعض الأعراب فكفنه ودفنه.
  وقيل: إن أم أبي المعالي كانت أخت أبي فراس، وقلعت أمه سخينة عينها حين بلغها قتله(١).
  وقيل: إن فرغويه قتله من غير أمر أبي المعالي، فلما بلغه قتله غمّه، ¦.
  وحكي: إن موته تأخر عن الجراحة، فكان ينشد مخاطبا ابنته:
  أبنيّتي، لا تجزعي! ... كلّ الأنام إلى ذهاب
  نوحي عليّ بحسرة ... من تحت سترك والحجاب
  قولي إذا كلمتني ... فعييت عن ردّ الجواب:
  زين الشباب أبو فرا ... س لم يمتّع بالشباب!(٢)
  وكانت مدينة منبج إقطاعه.
  والتغلبي، بالتاء المثناة الفوقية لئلا يتصحف ببني تغلب بالمثلثة، ثم بكسر اللام، وإذا نسبت إليه فتحت كراهة اجتماع الأحرف المكسورة المتوالية، وهو تغلب بن وائل، أخو بكر بن وائل، وهم قبائل ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وربيعة أخو مضر، وإياد وإنمار، ولا ولد لنزار من غير هؤلاء.
  * * *
  وأما ابن المعتز الذي وقعت المفاضلة بينه وبين أبي فراس، فهو أشهر من أن يذكر في الأدب والنسب، وهو أبو العباس عبد اللّه بن المعتز بن المتوكل بن
(١) وفيات الأعيان ٢/ ٦١.
(٢) وفيات الأعيان ٢/ ٦٠، ديوانه ٥٥.