[45] السيد العلامة إمام الطريقة، أبو الحسين،
  من قراه تحت فلك القمر ومن لا نراه فوقه الذي وجود الإطلاق غيره بالنسبة إلى أنه قام به منعدم، فلذا قالوا ليس إلّا هو تعالى استصغارا لما سواه، والباقون تغزّلوا في المها والظبا.
  ولو كنت أورد شيئا مما قالوه ذكرت قول أخي وشيخي ضياء الدين زيد بن يحيى(١) برّد اللّه رمسه فإنه قال من قصيدة:
  أهلا بزائرة المحب المولع ... فلقد شفت داء الفؤاد الموجع
  أبدت سنا فرأيت صورة يوسف ... وبدت عشا فذكرت آية يوشع
  تأمل هذا الانسجام.
  وقد زاد في التلميح على أبي تمّام يصف المحبوبة:
  فردّت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلع
  فو اللّه ما أدري أأحلام نائم ... ألّمت بنا أم كان في الركب يوشع
  ووقع في ذكر يوسف مع يوشع صراعات النظير.
  ولأبي تمّام تجاهل العارف مع القاسم والاثنين، التلميح.
  ومطلع أبيات الرئيس:
  هبطت إليك من المحلّ الأرفع ... ورقاء ذات تعزّز وتمنّع(٢)
  وشعر الرئيس متين، وإنما وقعت المعارضة بسببه، وسأذكر أبيات الرئيس إن شاء اللّه تعالى. وأما من عارضه فمنهم من ناسب، ومنهم من قصّر، وللشيخ داود صاحب التذكرة أبيات ركيكة في معناها.
  وقلت أنا في رثاء عقيلة من آل المنصور وكانت شمس جمال:
  يا شمس أختك تحت ظل اليرمع ... فتحجبي حزنا لها لا تطلعي
  وما أحسن ما جاء منها:
  يا زهرة قطف الحمام نديّها ... لو كنت غير نفيسة لم تقطعي
(١) ترجمه المؤلف برقم ٧٤.
(٢) القصيدة كاملة في وفيات الأعيان ٢/ ١٦٠ - ١٦١.