[45] السيد العلامة إمام الطريقة، أبو الحسين،
  وكل له صنف يضوع شميمه ... وقد خصّك الرحمن من تلك باليزدي
  فكتب إليّ مراجعا:
  ووقعة صفين لأشترنا الذي ... يروم ارتجاع الحق بالقاضب الهندي
  يخبرنا إنا نعود لحكم من ... يروم ارتواء النفس من خالص الورد
  وقد عبروا ضوع اللقاح بمادة ... لعلم كثير يرتضيه أولوا القصد
  وذلك أنه كان امتنع أولا لانقباضه، فلما أخذت في القراءة سألته عن اللقاح وما جرّ ذكرها في أبياته فقال: إنك قلت في أثناء طلب القراءة ولو فواق ناقة، فذكرت قول الأشتر يوم صفين، وأهل التعبير ذكروا أن من رأى أنه يشرب لبن ناقة فإنه يستفيد علما نافعا. والفواق ما بين الحلبتين من الزمان، وكان الأشتر ليلة الهرير يقول لأهل العراق وهو يجالد: اصبروا لي فواق ناقة، فقد نهكت الحرب أهل الشام وظهر فشلهم، وكانوا أشرفوا على الهزيمة وصاروا ينادون: يا أهل العراق اللّه اللّه في الحريم والذريّة والقصة أشهر من الشمس.
  ولشيخنا المذكور ما كتبه على هذا المؤلف (نسمة السحر بذكر من تشيّع وشعر):
  حمدا لمحمود بكل لسان في كل زمان وصلاته وسلامه على رسوله المصطفى من عدنان، وعلى ابن عمّه مستعرض الصفوف ببدر، ومبيد الجموع من غطفان، وعلى من اتبعهما من آلهما وأصحابهما، دائما بتوفيق وإحسان، كتاب لو اطّلع عليه المسعودي لقال ليس لي على مثل هذا الكتاب مساعد، وأصبحت مروجه الذهبية في صبيح النهار الكاسد، ولو شاهده الذهبي لبان له خسران ميزانه، وابن خلكان لاعترف لعبارته الرائقة بانقطاع لسانه أو للأفندي لنادى: يا أولي الألباب من أين لي أن أشم مثل هذه الريحانة، أو مؤلف قلائد العقيان لعجز أن ينظم في قلائده من مثلها جمانة، للسيد الذي فاق أقرانه في فنون الأدب، وساق سوابق البلاغة والبراعة عن كثب، فكلامه هو الجوهر الشفّاف، وما سواه مخشلب، فلقد أظهر لمن حواه بأريجه أطيب ريّا، فلا غرو أن لقب بضياء الدين يوسف بن يحيى، كتب الفقير الحقير الساعي في مجارات أهل الأدب بقدم كسير الحسن بن الحسين عفى اللّه عنه.