[46] القاضي شرف الدين الحسن بن القاضي جمال
  نبذوا عهود اللّه خلف ظهورهم ... وبدا هنالك للنفاق نفاق
  يا ليت شعري؛ ما يكون جوابهم ... حين الخلائق للحساب تساق!
  حين الخصيم «محمّد»، وشهوده ... أهل السّما؛ والحاكم الخلّاق!؟(١)
  وفيها زيادة حذفتها لغرض لي لا علل، فإنها وكل شعره من السحر الحلال، وما أعلم أني طويت لتورية طربي قوله:
  أو قلت قد أشرقتني بمدامعي ... قال الأهلّة شأنها الإشراق
  وأما قوله: «أسمعتهم ذكر الغري» البيت، فإنه موضع سجدة في الشعر، كما قال الفرزدق حين سمع قول عدي بن الرقاع العاملي(٢):
  وجلا السيول عن الطلول كأنّها ... زبر تحدّ رسومها أقلامها
(١) كاملة في ديوانه الموسوم «قلائد الجواهر» وبقيّة الأبيات من القلائد هي:
قد قيّدت إذ ذاك السنهم بما ... نكثوا العهود.. فمالها إطلاق.!
وتظلّ تذرف بالدما آماقهم ... للكرب؛ لا رقأت لهم آماق.!
راموا شفاعة أحمد من بعد ما ... سفكوا دما أبنائه، وأراقوا..!
فهناك يدعو؛ كيف كانت فيكم ... تلك العهود وذلك الميثاق..؟
الآن؟ حين نكثتم عهدي، وذا ... ق أقاربي من ظلمكم ما ذاقوا
و «أخي» غدت تسعى له من نكثكم ... حيّات غدر سمّهن زعاق
وأصاب «بنتي» من دفائن غدركم ... وجفائكم دهياء ليس تطاق
وسننتم من ظلم أهلي سنّة ... بكم اقتدى في فعلها الفساق
وبسعيكم رمي «الحسين» وأهله ... بكتائب غصّت بها الآفاق.!
فغدت تنوشهم هناك ذوابل ... سمر ومرهفة المتون رقاق
وكذاك «زيد» أحرقته معاشر ... ما إن لهم يوم الحساب خلاق
من ذلك الحطب الّذي جمعتم ... يوم الفعلية ذلك الإحراق!
ولكم دم «شركتم» في وزره ..... لبنيّ في الحرم الشريف يراق!
ولكم أسير منهم، وأسيرة ... تدعو: ألا منّ؟ ألا إعتاق؟
أجزاء نصحي؛ أن ينال أقاربي ... من بعدي الإبعاد والإزهاق؟
فالآن.؛ جئتم تطلبون شفاعتي ... لما علا كرب، وضاق خناق..؟
أترون بعد صنيعكم يرجى لكم ... أبدا خلاص، أو يحلّ وثاق..؟
يا ربّ جرعهم بعدلك غب ما ... قد جرّعوه أقاربي، وأذاقوا..!
وفي نفحة الريحانة ٣/ ٥٥٤ بعض أبياتها.
(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.