[46] القاضي شرف الدين الحسن بن القاضي جمال
  قامت قيامة عاشقيها في الهوى ... مذ أسفرت، وبدت لهم «أشراطها»(١)
  أذكرني القيام ما نظمته وفيه إيهام المجون:
  لما نضت محبوبتي بردها ... ليظهر الحجل لعشّاقها
  تواثبوا كي يلثموا رجلها ... وقامت الحرب على ساقها
  وله أيضا مع زيادة الاكتفاء:
  لي مقلة مقروحة بفراقكم ... ما انفكّ بحر دموعها متدفّقا
  جفّت وزال رقادها من بعدكم ... بيد الفراق فعوّذوها بالرّقا!(٢)
  وله أيضا:
  أهيل المنحنى رفقا بصبّ ... أخذتم قلبه وتركتموه
  فكلّ من غرامي واصطباري ... غداة البين قد اضعتموه(٣)
  وله أيضا:
  ظننت وقد نظرت إلى سناها ... بأنّ النيّرات لها ضرائر(٤)
  ومذ أبصرت ليل الفرع منها ... رأيت الفرق مثل الصّبح ظاهر(٥)
  وله في إيداع عجز البيت الثاني(٦) وهو من قصيدة سائرة للشاعر المحسن المعروف بابن هتيمل التهامي(٧):
(١) الأشراط، واحدها شرط: العلامات، وفي البيت إشارة إلى الآية الكريمة: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ} محمد ١٨، وأشراط الساعة: مقدماتها، والجارية المشروطة: التي على خدّيها علامات تشرط وينقشها «الّحجام» بمشرطة تزيينا، وكان ذلك محببا لدى بعض القدماء ولا يزال. والبيتين في ديوان الهبل ٣٥٧.
(٢) ديوان الهبل ٣٦٤.
(٣) ديوان الهبل ٣٦٧ وفيه: «قد أضعفتموه». وهو أنسب للوزن.
(٤) الضرائر، واحدتها ضرّة، وضرّة المرأة امرأة زوجها.
(٥) ديوان الهبل ٣٧٢.
(٦) في هامش ب: «والبيت هو:
إذا جزت الغضى ولك السلامة ... فطارح بالتحية ريم رامه».
(٧) هو القاسم بن علي بن هتيمل الخزاعي: شاعر المخلاف السليماني في عصره كان كثير التنقل بين اليمن والحجاز مدح المظفر الرسولي ورجال دولته، وأحمد بن الحسين القاسمي الإمام الزيدي المقتول سنة ٦٥٦ وبعض أشراف مكة وأمراء المخلاف السليماني. وعاش ما يقرب من مئة عام. =