نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن

صفحة 537 - الجزء 1

  مطهّرون نقيّات جيوبهم ... تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

  من لم يكن علويا حين تنسبه ... فما له في قديم الدهر مفتخر

  اللّه لما برى خلقا فأتقنه ... صفاكم وبراكم أيها البشر

  فأنتم الملأ الأعلى وعندكم ... علم الكتاب وما جاءت به السور

  وقال أبو الحسن بن نوبخت: ما رأيت قط أعلم من أبي نؤاس ولا أحفظ منه، ولقد فتّشنا منزله بعد موته فلم نجد عنده من الكتب إلّا قمطرا فيه جزء يشتمل على نحو وغريب لا غير⁣(⁣١).

  وكان يناقض الكميت ويتعصّب لليمن على نزار لولائه فيهم، وعنه قال:

  رأيت النابغة الذبياني⁣(⁣٢) في منامي فقال لي: بماذا حبسك الرشيد؟ قلت: لقولي:

  أهج نزارا وافر جلدتها ... وهتّك الستر عن مثالبها

  فقال لي: أهل لذلك أنت يا ابن المومسة، فقد استوجبت بها من كل نزاري عقوبة مثلها بما ارتكبت منها.

  قلت: بما حبسك النعمان؟ قال: ببيت قلته ستره النعمان، قلت: بقولك:

  سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد

  قال: وهذا مستور، قلت: فبقولك:

  وإذا لمست لمست أجثم جاثيا ... متحيّرا بمكانه ملأ اليد

  قال: اللهم غفرا، قلت: فبماذا؟ قال: بقولي:

  فملكت أعلاها وأسفلها معا ... وأخذتها قسرا وقلت لها اقعدي

  فحدثت بهذا الحديث اليزيدي، فألحق البيت بقصيدة النابغة.

  * * *

  قلت: قصيدة النابغة هذه وصف بها المتجرّدة امرأة النعمان وهي شهيرة وكان يتعشّق عنان جارية الناطفي وهي إحدى القيان الشواعر التي أفراد لهن أبو


(١) وفيات الأعيان ٢/ ٩٦.

(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.