نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[48] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن

صفحة 543 - الجزء 1

  ثم وجه بها فألقيت في رقاع بين يدي القاضي، فلما قرأها ضحك وقال:

  إن كانت رسولا فلا بأس.

  ومن شعره:

  دع الأطلال تسقيها الجنوب ... وتبلي عهد جدّتها الخطوب

  وخّلّ الراكب الوجناء أرضا ... تخب بها النجيبة والنجيب

  بلاد نبتها عشر وطلح ... وأكثر صيدها ضبع وذيّب

  ولا تأخذ عن الأعراب ريّا ... ولا عيشا فعيشهم جديب

  دع الألبان تشربها رجال ... رقيق العيش عندهم غريب

  وإن راب الحليب فبل عليه ... ولا تخرج فما في ذاك حوب

  فأطيب منه صافية شمول ... يطوف بكأسها ساق أديب

  كأن هديرها في الدنّ يحكي ... قراة القسّ قابله الصليب

  يمدّ بها إليك يدا غلام ... أغرّ كأنه رشأ ربيب

  يجرّ لك العنان إذا حساها ... ويفتح عقد تكّته الدبيب

  وإن خمّشته خلبتك منه ... ظرائف تستخف بها القلوب

  أعاذلتي اقصري عن بعض لومي ... فراجي توبتي عندي يخيب

  تعيبين الذنوب وأي خسر ... من الفتيان ليس له ذنوب

  غررت بتوبتي ولججت فيها ... فشقّي الآن ثوبك ما أتوب

  ومن مليح غزله:

  أشتهي السّاقيين، لكنّ قلبي ... مستهام بأصغر السّاقيين

  ليس باللّابس القميص، ولكن ... ذو القباء المعقرب الصّدغين⁣(⁣١)

  والّذي بالفتور زيّنه ال ... لّه، وحسن الجبين والحاجبين

  وثنايا كأنّها نظم درّ ... تحت خال في موضع الشاربين

  يكسر العين إن نظرت إليه ... يا بلائي من كسوة العينين


(١) القباء: نوع من الثياب يلبس فوق الثياب. الصدغ: الشعر المتدلي بين العين والأذن، والمعقرب:

الذي على هيئة العقرب لأن العقرب حين تمشي ترفع ذيلها إلى أعلى وتلويه.