نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[50] الداعي، الحسن بن إدريس بن علي بن الحسين

صفحة 553 - الجزء 1

  وقال القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني في «الجليس الصالح»:

  حدثنا محمد بن الحسن بن دريد، ثنا السكن بن سعيد، ثنا يحيى بن عمارة، عن الحسن بن موسى الأنصاري، رفعه إلى القاضي زياد بن عبد اللّه الحارثي وكان أميرا على المدينة في أيام المنصور قال: خرجت وافدا إلى مروان بن محمد في جماعة ليس فيهم يماني غيري، فلما كنّا ببابه دفعنا إلى ابن هبيرة وهو على شرطته وما وراء بابه، فتقدم الوفد رجلا رجلا كلهم يخطب ويطنب في أمير المؤمنين، وابن هبيرة، فجعل يجثهم عن أنسابهم فكرهت ذلك وقلت: إن عرفني زادني ذلك عنده شرّا، فكرهت أن أتكلم، فأطنب، فجعلت أتأخر رجاء أن يملّ كلامهم فيمسك إلى أن لم يبق غيري، ثم قدمت فتكلمت بدون كلامهم وإني لقادر على الكلام، فقال: ممّن أنت؟ فقلت: من أهل اليمن، قال: من أيّها؟

  قلت: من مذحج، قال: إنك لتطمح بنفسك، اختصر، قلت: من بني الحارث بن كعب، قال: يا أخا بني الحارث إن الناس يزعمون أن أبا اليمن قرد، فما تقول في ذلك؟ قلت: وما أقول أصلحك اللّه الحجة في هذا غير مشكلة، فاستوى قاعدا، قال: وما حجّتك تنظر إلى القرد أبا من يكنى؟ قد كان أبا اليمن فهو أبوهم، وإن كان يكنى أبا قيس فهو أبو من كني به، فنكس ونكت بظفره في الأرض، وجعلت اليمانية تعض على شفاهها تظن أن قد هويت، والقيسية تكاد أن تزدردني ودخل بها الخاصة على أمير المؤمنين، ثم قام ابن هبيرة فدخل، ثم لم يلبث أن خرج، فقال الحارثي: فدخلت ومروان يضحك، فقال: إيه عنك رعن ابن هبيرة، فقلت، قال: كذا، فقلت: كذا، فقال: وأيم اللّه لقد حججته، أوليس أمير المؤمنين الذي يقول:

  تمسّك أبا قيس بفصل عنانها ... فليس عليها أن هلكت ضمان

  فلم أر قردا قبله سبقت به ... جياد أمير المؤمنين أتان

  قال زياد: فخرجت، فاتبعني أبو هبيرة، فوضع يده بين منكبي ثم قال: يا أخا بني الحارث واللّه ما كان كلامي إيّاك إلّا هفوة، وإن كنت لإباء بنفسي عن ذلك، ولقد سرّني إذ لقنت عليّ الحجة ليكون ذلك أدبا فيما استقبل، وأنا لك بحيث تحب، فاجعل منزلك عليّ، ففعلت فأكرمني وأحسن نزلي.

  قال أبو بكر بن دريد: والبيتان ليزيد بن معاوية، وذلك إنه حمل قردا على أتان وحشيّة فسابق بينهما وبين الخيل.