[52] السيد أبو أحمد، الحسن بن المطهر بن محمد
  أإن شمتني ذا لوعة وصبابة ... ودمعي على الخدين هام يكفكف
  حسبت بأني هائم القلب بالدما ... ثكلت وإني بالخرائد أكلف
  ومنها في المديح:
  إذا قال فالدر الثمين جنادل ... وإن صال فالشم الشواهق ترجف
  قرا اقتربت أعداؤه فتلا لهم ... إذا جاء نصر اللّه والفتح مرهف
  وكم صنعوا من إفك أسحارهم له ... وألقوه لما جمعوه وألّفوا
  فألقى إليهم عزمه متوكلا ... فكان عصى موسى له تتلقف(١)
  وهي مشهورة.
  ومن شعره في الزئبق:
  أنظر إلى الزئبق الأنيق وقد ... أبدع في شكله وفي نمطه
  كمثل قنديل فضة غرست ... شموع تبر تضيء في وسطه
  * * *
  وقصيدة ابن قاضي ميله من مختار الشعر، وقد وازنها جماعة.
  ولي أيضا من قصيدة عليها:
  متى يسعد المشتاق هذا المهفهف ... ويعصي اللواحي في هواه ويسعف
  ومن لشيخ ما راعت الأسد قلبه ... وقد صاده ظبي الجمال المشنف
  أغنّ ثنى تيه الشباب عنانه ... عن الوصل يوما والرقيب المزخرف
  وهان عليه أن أبيت مسهّدا ... سميراي: شوقي نحوه والتأسف
  أنادم فيه الفرقدين كأنني ... أخو الأزد إلّا أنه منه أعنف
  يعنّفني الواشي عليه وإنّما ... يشبّ غرامي بالملام المعنّف
  يقول ألا ترثا لدمعك سائلا ... وقلبك يحكي قرطه حين يرجف
  وجسمك أمسى ناحلا مثل خصره ... وكاد هواك الجمّ للردف يردف
  فقلت له: قف لي لتسمع قصتي ... وتدري بعذريّ الغرام وتعرف
(١) نشر العرف ١/ ٥٠٧ - ٥٠٨.