[52] السيد أبو أحمد، الحسن بن المطهر بن محمد
  جلى لي زهر الوجنتين فأمطرت ... جفوني عليها ما ترا تتوكف
  وما خفق القلب الجليد لذلّة ... وهذا سواد الشعر في الصدغ يرجف
  ولكنني للميل نحوك لحظة ... وقد جئتني متنصّحا أتخوّف
  وأما نحولي فهو أقوى لصبوتي ... وأمضى سيوف الهند ما هو مرهف
  أغالطه فيه ولولا ترقّبي ... لعطفته بعد الجفا كنت أتلف
  وأبرح منه بالفؤاد حمامة ... على فنن يحكيه في اللين تهتف
  أساعدها علما بأن حنينها ... كمثلي لمّا بان من هي تالف
  بكينا جميعا وهي ضنّت بدمعها ... وأما جفوني فهي تذري وتذرف
  ولم تكسني وجدا ولكن رحمتها ... لعجزي عن حمل الهوى وهي أضعف
  خليليّ هل أبصرتما قط مشبهي ... محبّا يواسي بالدموع فأعرف
  وبي بث يعقوب وأرجو تخلّصي ... بخير ومعروف إذا شاء يوسف
  * * *
  رجع إلى ذكر السيد ومدحه أيام ولايته المخا جماعة من أعيان الشعراء منهم الشيخ إبراهيم الهندي وجماعة من شعراء البحرين وعمان، وتولّى المخا سنة إحدى وثمانين وألف بعد عزل السيد زيد بن علي بن جحاف، وكان فيه مسّاك مع اتساح المجال في ذلك الزمان للعمال وعدم التقضي من الدولة.
  قال ولده السيد أحمد بن الحسن في كتابه: وأرخ نزوله إلى المخا، القاضي علي بن صالح بن أبي الرجال نظما كعادة المتأخرين، فقال من أبيات:
  ورعى لسان الحال فيه مؤرخا:
  (ملأ المخا عدلا بمولاه الحسن) ١٠٨١ ه
  وكان قبل نزوله قد أرسى بساحل المخا جماعة من الأفرنج فاندفعوا بتدميره بعد الخوف من شرّهم.
  وكتب إليه القاضي الشرفي الحسن بن علي بن جابر(١) الذي مرّ ذكره الحالي مباديا:
(١) ترجمه المؤلف برقم ٤٦.