[52] السيد أبو أحمد، الحسن بن المطهر بن محمد
  يا ابن الأئمة من أبناء فاطمة ... وخير آل النبي المختار خير نبي
  يا خير من رقمت طرسا أنامله ... وأكرم الناس من عجم ومن عرب
  للّه من ماجد حاز العلا فعلى ... في المكرمات فجاز المجد وهو صبي
  ولم يزل همّه العليا يشيدها ... وهمّ أترابه في اللهو واللعب
  إن هز أقلامه قالت أنامله ... تبت غصون الربى حمالة الحطب
  لا زلت تنظم أسلاكا منضدة ... كما تجود على العافين بالذهب(١)
  سلام تقطر الأرجا بعرفه ونشره، وتتحيّر ألسنة البلغاء في وصفه وحصره، عنهم الحضرة العالية والمقامات السامية، حضرت من هطلت بجزيل الرغائب بنانه، وأسس على المكارم والتقوى بنيانه:
  شرف الهدى من فاق أرباب العلى ... كالبدر في أفق المكارم ساريا
  أروى المهنّد من نحور عداته ... يوم القراع فليس يوجد ضاحيا
  وروى اليراع مكارما عن كفه ... فكلاهما بيديه أضحى راويا
  ومنها: والمملوك مرتقب لجوابه قد تضاعف شوقه وتزايد الجوى به فراجعه بقوله:
  أمن لآل تصوغ النظم أم ذهب ... أم من رحيق تعالى اللّه أم ضرب
  هل تلك روضة حسن جادها غدق ... فحف دوحاتها بالزهر والقضب
  أم تلك جنة عدن قد أتيت بها ... تجلو النواظر أم عقد من الشهب
  أم تلك غانية بالحسن غانية ... عن التحسن جاءت بابنة العنب
  جاءت تبختر في حلي وفي حلل ... وتخجل البدر أن تبدو من الحجب
  أهانت الدرّ حتى مأله ثمن ... وأرخصت قيمة الأشعار والخطب
  سقيا لها دمية لو أنها نطقت ... لبتّ أنشدها من شدّة الطرب
  نفسي الفداء لثغر راق مبسمه ... وزانه شنب ناهيك من شنب
  يفتر عن لؤلؤ رطب وعن برد ... وعن أقاح وعن طلع وعن حبب
  للّه ناظمها، للّه راقمها ... يا للعجائب كم أبدى من العجب(٢)
(١) نشر العرف ١/ ٥٠٨، لم أعثر عليها في ديوان الهبل.
(٢) نشر العرف ١/ ٥٠٨ - ٥٠٩.