[52] السيد أبو أحمد، الحسن بن المطهر بن محمد
  الثلاثة الأبيات التي قبل الآخر من شعر ابن الخيّاط الدمشقي(١) الشاعر المشهور، وهو مما أورده الإمام أبو محمد الحريري في المقامات، ولفظ «تعالى اللّه» في أوّلها حشو لا معنى له، لأن السياق جميعه في التعجّب مما ورد، ثم عقّب أبياته بهذا النثر فقال:
  وما خلت أن الكواكب المضيئة تنضد في الطروس، ولا حسبت بأن زهور الربى النديّة تصوّر غرّة في وجه هذا الدهر العبوس، ولا بان مدامتها القطر بليه تثير في القلب حرب داحس والبسوس، ولا ظننت بأن الرياض الأنيقة كل وجوه المهارق، ولا بان الشموس على الحقيقة تبدو إلّا من المشارق، ولا بان بنات الأفكار يقال لها:
  سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محيّاك أخفى نوره كل شارق
  ولا بان السحر يبرز للعيون جهارا، ولا بان الشعر يدع الناس سكارى:
  حتى أتاني نظم حار فهمي من ... ما قد حواه وما قد حاز من أدب
  درّ يلوح، بلى مسك يفوح، بلى ... بدر يلوح(٢)، ويغدو غير منتقب
  فإنه صيّر ذلك التصوّر لدي محسوسا، واطلع بطلعته سعودا وأفل نحوسا، وخول نعما جمّة وأذهب بوسا، وصيّر الليالي بيضا بمقاطعه السود، وأخجل بعيونه الكحيلة عيون الرود، وكتب على سطر الكتائب والجنود، وصيّر لبيدا أبلد، وخلّف طرف طرفه مسهّد، وسحب ذيول الحيا على سحبان، وترك الهندي باقلا، فما ظنّك بحسّان:
  أبدى عجائبه، أهدى غرائبه ... رب الفضائل حادي المجد عن كثب
  لا زال في أفق العلياء بدر هدى ... مسلّما آمنا في أرضع الرتب
(١) هو أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن علي التغلبي المعروف بابن الخياط الدمشقي. ولد بدمشق سنة ٤٥٠ هـ. كان كاتبا، وشاعرا بلغ الذروة في النظم. أخذ الأدب عن أبي الفتيان ابن حيوس الشاعر المشهور. مدح الأعيان والأمراء والملوك. طاف البلاد، ورحل إلى إيران. توفي سنة ٥١٧ هـ.
من آثاره ديوان شعره.
ترجمته في:
وفيات الأعيان ١/ ١٢٧، النجوم الزاهرة ٥/ ٢٢٦، شذرات الذهب ٤/ ٥٤، العبر للذهبي ٤/ ٣٩، كشف الظنون / ٧٦٥، مقدمة ديوان ابن الخياط لخليل مردم، أنوار الربيع ٤ / هـ ١٢٧.
(٢) في هامش ب: «يروح».