[55] الرئيس، مؤيد الدين، فخر الكتاب، أبو
  خبّروها أنّي مرضت فقالت ... أضنى طارقا شكا أم تليدا
  وأشاروا بأن تعود وسادي ... فأبت وهي تشتهي أن تعودا
  وأتتني في خفية وهي تشكو ... رقبة الحيّ والمزار البعيدا
  ورأتني كذا فلم تتمالك ... أن أمالت عليّ عطفا وجيدا
  ثم قالت لتربها وهي تبكي ... ويح هذا الشباب غضّا جديدا
  وتولّت بحسرة اليأس تخفي ... زفرات أبين إلا صعودا(١)
  وله أيضا من هذا العقيق المسلسل [من الطويل]:
  ذكرتكم عند الزّلال على الظّما ... فلم أنتفع من ورده ببلال
  وحدّثت نفسي بالأماني فيكم ... وليس حديث النفس غير ضلال
  أواعدها قرب اللقاء ودونها ... مواعيد دهر مولع بمطال
  يقرّ بعيني الركب من نحو أرضكم ... يزجّون عيسا قيّدت بكلال
  أطارحهم جدّ الحديث وهزله ... لأحبسهم عن سيرهم بمقالي
  أسائل عمّا لا أريد وإنّما ... أريدكم عن بينهم بسؤالي
  فيعثر ما بين الكلام ورجعه ... لساني بكم حتّى ينمّ بحالي
  وأطوي على ما تعلمون جوانحي ... وأظهر للعذّال أني سالي
  ولا والذي عافاكم وابتلى بكم ... فؤادي ما اجتاز السّلوّ ببالي
  وقد كنت دهرا لا أبالي من النوى ... فعلمني الأيام كيف أبالي(٢)
  هذا غزل مطرب، روض منوّر بل أفق مكوكب، وما ألطف عثرة اللسان بسرّ المحبّة، واذكرني قول أبي الحسن صردر:
  للّه أيامي على رامة ... وطيب أوقاتي على حاجر
  تكاد للسرعة في مرّها ... أولها يعثر بالآخر
  ما لأحد في سرعة أيام المسرّة ألطف ولا أرشق من هذه العبارة.
  وللطغرائي [من البسيط]:
  لا تيأسنّ إذا ما كنت ذا أدب ... على خمولك أن ترقى إلى الفلك
(١) ديوانه ١٤١ - ١٤٢.
(٢) ديوانه ٣١٧ - ٣١٨.