[57] الوزير أبو القاسم، الحسين بن علي بن
  خال الوزير أبي القاسم المذكور، ثم إني كشفت عنه فوجدته خال أبيه، وأما هو فأمه بنت محمد بن إبراهيم بن جعفر العماني(١).
  وقال أحمد بن علي المقريزي: بنو المغربي أصلهم من البصرة وصاروا إلى بغداد، وكان أبو الحسين علي بن محمد يخلف على ديوان المغرب ببغداد فنسب به إلى المغربي، وولد ابنه الحسين بن علي ببغداد إذ تقلّد أعمالا كثيرة منها:
  تدبير محمد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة ببغداد، وكان خال والده الأوزاحي ممدوح المتنبي، وكان الأوزاحي أيضا من أصحاب ابن راتق، فلما لحق ابن راتق ما لحقه بالموصل سار الحسين بن علي إلى الشام ولقى الأخشيد ثم صار بنو المغربي كلهم إلى سيف الدولة بحلب، واختص أبو القاسم المذكور به من بينهم، ومدحه أبو نصر بن نباتة السعدي(٢)، واختص والده علي بسعد الدولة بن سيف الدولة، ومدحه أبو العباس النامي، ثم فارق الحسين حلب ووردت عليه كتب العزيز باللّه من مصر إلى دمشق وفيها ولايته دمشق وسيّر له خلعة، وقيل إنّما كاتب العزيز كجّورا أحد أمراء الأتراك المتغلبين تلك الأيام على مدائن الشام وأمره بمحاربة بني حمدان بحلب، وكان ابن المغربي هو المشير بحربهم فنهض كجّور لحربهم فلم يتم له أمر فعنّف ابن المغربي وقال:
  غررتني وتنكّر له ففّر عنه إلى الرقّة كان بينه وبين كجّور وبين بني حمدان خطوب آلت إلى قتل كجّور ومسير ابن حمدان إلى الرقّة، ففّر ابن المغربي إلى الكوفة وكاتب العزيز يستأذنه بالقدوم عليه فأذن له، فقدم إلى مصر في جمادى الأولى سنة ٣٨١ هـ وخدم بها وتقدّم في الخدم وحرّض العزيز على أخذ حلب، فقلد منجوتكين بلاد الشام وضمّه إليه كاتبا ومشيرا فحارب أبا الفضل بن حمدان وغلامه لؤلؤا، وكاتب لؤلؤ ابن المغربي حتى استماله وصرف أميره عن الحرب، ولما بلغ ذلك العزيز اشتد غيظه على ابن المغربي، ثم لما فرّ من الحاكم كما
(١) وفيات الأعيان ٢/ ١٧٢ وفيه: «النعماني».
(٢) هو أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن نباته السعدي. ولد سنة ٣٢٧ هـ. كان من الشعراء المجودين جمع بين قوة المبنى وجودة المعنى، مدح الملوك والوزراء والأعيان. له في سيف الدولة الحمداني مدائح منتخبة فيها معان مبتكرة.
توفي سنة ٤٠٥ له ديوان شعر وقف عليه ابن خلكان.
ترجمته في: وفيات الأعيان ٣/ ١٩٠ - ١٩٣، شذرات الذهب ٣/ ١٧٥، تاريخ بغداد ١٠/ ٤٦٦، كشف الظنون / ٧٧٤، يتيمة الدهر ٢/ ٣٧٩، أنوار الربيع ٢ / هـ ٣٤٢.